الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 12 أغسطس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تُرسُ عونِـكَ
مَنْ مِثْلُكَ يَا شَعْبًا مَنْصُورًا بِالرَّبِّ؟ تُرْسِ عَوْنِكَ وَسَيْفِ عَظَمَتِكَ فَيَتَذَللُ لكَ أَعْدَاؤُك ( تثنية 33: 29 )
كان موسى يحب الشعب رغم كل المتاعب التي سبَّبوها له - وهذا واجب كل راعٍ أمين - وذلك لأنه كان يحب الرب. وأراد موسى أن يشجعهم إزاء الحروب التي كانوا سيواجهونها في أرض كنعان، فذكَّرهم بعناية الرب بهم، وكيف كان الرب دائمًا يُسرِع لمعونتهم، فقال: «يركب السماء في معونتك. والغمام في عظمتهِ» ثم قال: «الإله القديم ملجأٌ، والأذرع الأبدية من تحت». فالرب هو الإله الأزلي وليس كآلهة الأُمم؛ حديثة ومن اختراع البشر. وأذرعه الأبدية لا تكلّ ولا تعيا. فهي عناية من فوق ومن تحت، وهو أيضًا الذي «طرد من قدامك العدو وقال: أهلِك»، لأن الحرب للرب. هو الذي ذهب إلى الصليب «لكي يبيدَ بالموتِ ذاكَ الذي له سلطان الموت، أي إبليس» ( عب 2: 14 ). لذلك «يَعظُم انتصارنا بالذي أحبنا». هو الذي يقودنا في “موكب نُصرتهِ”، فنقول: «شكرًا لله الذي يعطينا الغَلَبة بربنا يسوع المسيح». إن كان موسى قد قال: «طوباكَ يا إسرائيل! مَن مثُلكَ يا شعبًا منصورًا بالرب»، فماذا نقول نحن؟ نقول: «مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح» ( أف 1: 3 ). حقًا طوبى لكل مَن ينتمي للرب، لأن الرب معه في كل الظروف، في حُلْوها ومُرِّها، لأنه «إله أمانة لا جورَ فيهِ» ( تث 32: 4 ).

إن كل ما كُتِب في الكتاب المقدس هو لفائدتنا، لذلك يليق بنا أن نقرأ فيه كثيرًا، فتكون عينك “إلى أرض حنطة وخمر وسماؤكَ تقطُرُ ندىً” ( تث 33: 28 )، أي بركات من فوق ومن أسفل؛ على الأرض شِبَع روحي وسرور (ترمز اليهما الحنطة والخمر)، وبركات من السماء التي هي موطننا. أما من جهة الأعداء فهو تُرسنا، وعوننا، وسيف حربنا، والنتيجة هي الانتصار الكامل «فيتذلَّل لك أعداؤكَ، وأنت تطأ مرتفعاتهم» ( تث 33: 29 ).

والآن السؤال لكلٍ منا: ما هو اختبارك الشخصي؟ هل أدركت محبة هذا الإله العظيم الذي أرسل ابنه الوحيد إلى هذا العالم ليُخلِّصك، ليس لأي سبب سوى أنه أحبك؟ ألا يجدر بكلٍ منَّا أن يقول من القلب: «ليس مثل الله»؟ متى امتلأت قلوبنا بمحبته، فإن هذه المحبة ستطرد كل فكر باطل وكل شهوة رديئة، فنمتلئ بالفرح والهتاف لإلهنا «له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع إلى جميع أجيال دهر الدهور. آمين» ( أف 3: 21 ).

فيا لحُبٍّ أزلي ويا لإنعامٍ ثمينْ
فكل ذا قد صارَ لي من نعمةِ الفادي الامينْ

أنيس بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net