الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 6 أغسطس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحياة الأبدية
وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ ( يوحنا 17: 3 )
- تعريف الحياة الأبدية: إن كانت الحياة الإنسانية لا تُعَرَّف، فمَن ذا يستطيع أن يُعَرِّف الحياة الأبدية؟ هَب أنك تقابلت مع فقير لا يرتدى لباسًا فاخرًا، ولا يأكل ما يشتهي، ساكنًا في مسكن متضع، تجد (إن كان غير شاكر) أول ما يقوله لك “هذه ليست حياة ... أنا لا أعيش!” فما هي الحياة إذًا؟ إن الحياة هي في المأكل الشهي والملبَس اللائق والمسكن المُريح. وهكذا نستطيع أن نُطلِق على مظاهر الحياة والتمتع بها، إنها التعريف العملي للحياة الكريمة.

وهكذا أيضًا حياتنا الأبدية، الحياة الأبدية هي حياة الله الأبدي. إنها شخص الابن نفسه. ولكن هذه الحياة تجد انتعاشها وذاتها؛ مأكلها ومشربها وسعادتها في الشركة مع الآب والابن. وفي غير هذا المناخ (بعيدًا عن أجواء الشركة) حيث الفقر والموت، ستصرخ الحياة الأبدية (كالرجل الفقير): هذه ليست حياة.

- التمتع بالحياة الأبدية: إن التمتع بالحياة هو في معرفة الآب والابن معرفه اختبارية. أن نعرف الآب كما عرفه المسيح (كإنسان) كآب له. وليس كآب للمسيح فقط بل آب لنا؛ نختبره ونتمتع يوميًا بعواطف أُبوَّته لنا. ونعرف كيف نلجأ إليه كأبينا بلا تحفظات، بل في كل ظروفنا نذهب إليه كما نحن ونعرفه كما هو. إننا أمام أسمى الإعلانات الإلهية للبشرية، وهي أن الآب السرمدي ينتظر المخلوق المفدي، ليتمتع به ويُمتعه بذاته، في جو من الشركة معه. والحياة الأبدية لايمكن أن تنتعش دون معرفة الابن؛ أي معرفة أفكاره وعواطفه وإرادته. وأن ندخل إلى تلك الأفكار والعواطف والمشاعر كما دخل إليها الرسل ( 1يو 1: 1 ). ما أسماه غرضًا للحياة وحلاً لكل مشاكل الوحدة!

- مجد الحياة الأبدية: وإذ تدوم شركتي مع الآب والابن، ترفعني بعيدًا عن الخطية والأرض إلى دوائر الآب والابن. وإذ تُعمَّق هذه الشركة، يُنير الروح القدس دواخلي لأنظر الرب يسوع وأتأمل طاعته ونقاوته، نعمته ورقته، صبره وتقواه، قداسته ومحبته. وتعينني النعمة لأُجاهد بصِدق لمعرفة هذه الحياة والتمتع بها. وإذ نبدأ التمتع بهذا ونشكر الله على هذا، سيتعرَّف القلب النقي على نوعية خاصة من الفرح! هذا هو اختبار كل نفس ترغب الشركة وعمقها ومجدها. حينما يكون السيد وحده هو غرض مشاعري، ولا شريك له.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net