الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خريطة الثبات في المسيح
مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ ( يوحنا 6: 56 )
- ثبات الفكر: لكل فكر عنوان إقامة ومسكن، ومسرح تجوال. والفكر الثابت في المسيح هو فكر مشغول فيه في المجد. بمعنى أن عقلي ولذتي وخيالي وكنزي، ومكان راحتي، والمكان الذي أدعو إليه أحبائي وأصدقائي دون استئذان أحد، هو في المجد.

- ثبات العواطف: وعواطف القديس، الموجود في المجد بفكره، تتوق إلى القرب الشديد من العريس، والوجود في أحضانه، والإحساس بعواطفه وبنبضات قلبه، ولا تريد أية مسافة بينها وبين العريس «ليُقبِّلني بقُبلاَت فمِهِ» ( نش 1: 2 ). «شِمالُهُ تحتَ رأسي ويمينُهُ تُعانقني» ( نش 2: 6 ). واستشعارنا لمجد محضره بهذا القُرب لا بد وأن يكون وليد محبة وعواطف نقية تُدعَّم بإرادة مثابِرة.

- ثبات الإرادة وثباتنا فيه: والإرادة الثابتة في المسيح تُعبِّر عن حالة قلب لا يبغي إلا إرادته، والخضوع بسرور لمشيئة الله، ورغبة حقيقية للتمتع (فقط) بخطته في حياتنا. وهكذا تختفي الإرادة الذاتية تدريجيًا مع الأيام، وتُمسِك إرادتي البشرية بالإرادة الإلهية أكثر فأكثر، وأختبر اتحاد الإرادة البشرية بالإرادة الإلهية، وأثبت هنا طيلة الأيام. وفي إبراهيم وإسحاق حين ذهبا كلاهما معًا ( تك 22: 6 ) نرى مثالاً رائعًا لاتحاد إرادتنا بالإرادة الإلهية؛ الأمر الذي لن يحدث دون حطب على كتف إسحاق (الصليب)، ونار (القداسة الإلهية)، وسكين (على الجسد).

- ثبات المسيح فينا وكيفيته: وثبات المسيح فينا هو عنوان منزله - تبارك اسمه - إذا سُئِل من أحد قديسيه: “أين ترعى؟ أين تمكث؟”. فإجابة السَيِّد ستكون: “إنني أمكث وأُقيم ليلاً ونهارًا في منزلي في قلب (الأخ فلان)؛ كل قديس ثابت فيَّ”. وإني أتوق من كل قلبي أن أكون أنا هذا القلب. والدوام في أعماق الشركة والتمتع الروحي بالمقدسات هو الطريق «مَن يأكل جسدي ويشرب دمي يثبُت فيَّ وأنا فيهِ» ( يو 6: 56 ). وبركات الحياة الأبدية التي فينا، كالمحبة والقداسة، نتاج ثباتنا فيه، هي وسيلة ثبات الرب فينا. إن قلوبنا هي جنته، وكلَّما ازدادت الأثمار، وزاد جمال الجنة، كلَّما جذبت العريس، وما استطاع أن يفارقها.

إرادتي احفظ فهيَ لكْ ليسَ مُرادي الآنَ لي
قلبي احفَظَنْ فيُمتلَكْ بحُبِّ شخصِكَ العَلِي

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net