الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإله الحكيم وحده
وَمَلِكُ الدُّهُورِ الَّذِي لاَ يَفْنَى ..، الإِلَهُ الْحَكِيمُ وَحْدَهُ، لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. ( 1تيموثاوس 1: 17 )
كان شاول الطرسوسي شابًا يهوديًا غيورًا، تميَّز بذكائه الحاد، وعِلمه الغزير، وطلاقة لسانه وفصاحته. كان فريسيًا نشطًا لا يعرف كلَل أو ضجر؛ وجسورًا، قلبه كجلمود صخر؛ ينطلق نحو غايته كقذيفة موجهة.

وبينما كان جواده ينهب الأرض نهبًا في إحدى جولاته الإرهابية، أدركَته نعمة الله المُخلِّصة، وظهر له المسيح في الطريق، وأشرَق في قلبه لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح. وقادته نعمة الله من دائرة الظلام والإرهاب، إلى النور العجيب، فرأى الأمور على حقيقتها، وعرف مَن هو يسوع الذي كان يضطهده، ومَن هم المسيحيون الذين كان يدعوهم “أتباع الطريق”. وعرف أيضًا مَن هو شاول الطرسوسي على حقيقته!

كان يعتقد أنه على رأس قائمة المُجاهدين باسم الدين، والمُنفذ الكفء لأهم مشروع في أجندة رؤساء اليهود، وهو اضطهاد أتباع يسوع المصلوب، لكن أدرك الحقيقة أنه على رأس قائمة الخطاة الذين جاء المسيح ليُخلِّصهم. وفي 1تيموثاوس 1: 15-17 شهد شهادة عظيمة تحوي أربع حقائق هامة:

أولاً: المسيح هو المُخلِّص الوحيد الذي يُخلِّص الخطاة بنعمتِهِ: «صادقة هي الكلمة ومُستحقة كل قبول: أن المسيح يسوع جاءَ إلى العالم ليُخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا» (ع15). 

ثانيًا: المسيح أظهر طول أناته ليكون شاول الطرسوسي مثالاً للعتيدين أن يَخلُصوا من نفس النوعية التي كانت تقاوم المسيح وتضطهد كنيسته «لكنني لهذا رُحِمت: ليُظهِر يسوع المسيح فيَّ أنا أولاً كل أناةٍ، مثالاً للعتيدين أن يؤمنوا بهِ للحياة الأبدية» (ع16). 

ثالثًا: «المسيح هو ملك الدهور الذي لا يفنى ولا يُرى» (ع17). حتى لو استشهد الأُمناء وطوَاهم التاريخ، كما حدث مع استفانوس، لكن سيبقى الرب يسوع هو سَيِّد التاريخ الذي لا يطويه زمن، بل يُقيم في كل جيل شهودًا أُمناء آخرين، ويفتقد بنعمته أعتى المقاومين. 

رابعًا: المسيح هو «الإله الحكيم وحده» (ع17): لقد ترك شاول الطرسوسي ينفث كالأفعى تهدُّدًا وقتلاً، فلماذا لم يقضِ عليه الرب؟ إنها “أناة الله”! ولماذا خلَّصه الرب ورحمه؟ إنها “نعمة الله”. ولماذا استشهد الأُمناء؟ إنها “حكمة الله”.  وفي كل أعمال نعمته وطول أناته وحكمته لا يسَعنا سوى أن نجثو أمامه هاتفين: «له الكرامة والمجد إلى دهر الدهور. آمين».

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net