الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اُدعُني فأُجيبك
لِمَ تَنْظُرُ إِلَى النَّاهِبِينَ، وَتَصْمُتُ حِينَ يَبْلَعُ الشِّرِّيرُ مَنْ هُوَ أَبَرُّ مِنْهُ؟ ( حبقوق 1: 13 )
وجَّه حبقوق للرب ثلاثة أسئلة مُحيرة:

أولاً: «حتى متى يا رب أدعو وأنتَ لا تسمع؟ أصرُخُ إليكَ من الظلم وأنتَ لا تُخلِّص؟» ( حب 1: 2 ): لقد ظن حبقوق، أن عدم تدخُّل الرب السريع يعني أن الرب لا يسمع الصراخ، ولا يبالي بأنين المسكين. على أن مَن يقرأ كلمة الله، ويتأمل في معاملات الله العجيبة مع شعبه، يكتشف ببساطة أن الرب يسمع ليس فقط الصلاة والصراخ، لكن حتى التأوهات الدفينة «تأوُّه الودعاء قد سمعت يا رب» ( مز 10: 17 ). فحينما نجلس أمام الرب بقلب منسكب، يملؤنا الروح القدس بهذا اليقين «عينا الرب نحو الصدِّيقين، وأُذُناه إلى صراخهم» ( مز 34: 15 ). بل أيضًا يمتلئ القلب يقينًا أن الرب دائمًا لديه خطة لخلاص طالبيه «إني رأيتُ مذلة شعبي .. وسمعتُ صراخهم .. فنزلتُ لأنقذهم .. وأُصعِدَهم من تلك الأرض» ( خر 3: 7 ، 8).

ثانيًا: «لِمَ تُريني إثمًا، وتُبصرُ جورًا؟» ( حب 1: 2 ): وكأن حبقوق يُعاتب الرب على سماحه بالأوضاع المقلوبة والظالمة. وكم من المرات لُمنا الله – بجهالة منَّا - وكأنه لا يبالي، كما قالت مرثا له: «يا رب، أما تُبالي؟» ( لو 10: 40 )، أو كما قال التلاميذ مرة له: «يا مُعلِّم، أمَا يهُمُّكَ أننا نهلك؟» ( مر 4: 38 ). لكننا إذ نتضع أمامه، ونهدأ في حضرته، يسهل علينا أن نستمع لهمسَاته، فبنوره نرى نورًا. ويذكِّرنا الروح القدس بأقوال الرب التي تؤكد أنه يبالي بآلام أتقيائه «في كل ضيقهم تضايق، وملاكُ حضرته خلَّصهُم. بمحبتهِ ورأفتِهِ هو فكَّهم ورفَعَهم وحمَلهم كل الأيام القديمة» ( إش 63: 9 ).

ثالثًا: «لِمَ تنظرُ إلى الناهبين وتصمُت، حين يبلَعُ الشرير مَن هو أبرُّ منه؟» ( حب 1: 13 ): هكذا ظن حبقوق، لكن حاشا للرب أن يصمت أمام الظلم، حتى وإن كان «القضاء على العمل الرديء لا يُجرَى سريعًا» ( جا 8: 11 ). أ لم يُرسل الرب إيليا لأخآب ليقول له: «في المكان الذي لحَسَت فيهِ الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمَكَ أنت أيضًا»؟ ( 1مل 21: 19 ). فلا بد أن يأتي يوم القضاء، حيث يتم القول: «أن الذين يُضايقونكم يُجازيهم ضيقًا» ( 2تس 1: 6 ).

أحبائي: لن تخلو البرية من المواقف المُحَيِّرة، والأسئلة التي لا إجابة عنها، لكن دعونا ندخل بها إلى حضرة الرب، وأمام نور كلمته سنجد الإجابات التي بحسب قلبه، فهو يرحب بنا قائلاً: «اُدعُني فأُجيبكَ وأُخبِرك بعظائم وعوائص لم تعرفها» ( إر 33: 3 ).

إيليا كيرلس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net