الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 21 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مستشفى لاوي التخصصي
وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي. فَقَامَ وَتَبِعَهُ ( مرقس 2: 14 )
كان “لاوي” (متى الرسول) عشارًا، خان وطنه ودينه من أجل المال، وأعطى ظهره لجنسيته كيهودي. وإذا بالرب يذهب إليه بنفسه وينظر إليه نظرة خاصة مملوءة نعمة، داعيًا إياه باسمه من مكان الجباية، قائلاً له: «اتبعني». ما أقدسها دعوة اخترقت مكان السرقات! وما أقواها كلمة انتشلت النفس من هناك! وما أعظمه تأثيرًا إذ تبع “لاوي” الرب بقوة هذه الكلمة إلى الأبد! مبارك إله كل نعمة، فإن هذه الدعوة (دعوة التوبة) مُوجَّهة لكل واحد منَّا. وكل منا مسؤول أمامها، وموقفه الأبدي متوقف على كيفية تجاوبه مع هذه الدعوة الإلهية.

- مستشفى تخصصي: فور شفاء “لاوي” أراد أن يتمتع كل أصدقائه المرضى (العشارين) بذات العلاج الإلهي، فصنع وليمة لطبيب الأطباء في بيتهِ، داعيًا كل معارفه، المرضى بأمراض مختلفة، جاعلاً من بيته مستشفى تخصصي مزدحم بالمرضى. فتذمر الفريسيون أصحاب البر الذاتي لأن السيد يأكل مع عشارين وخطاة. فأجابهم الرب: لا يحتاج الأصِحَّاء إلى طبيب بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاةً إلى التوبة» ( مر 2: 17 )، مُعلِنًا عن مجده كالطبيب العظيم وسط مرضاه. فغرض جلسته في مستشفى “لاوي” التخصصي، هو تقديم العلاج للعشارين والخطاة، داعيًا إياهم للتوبة، وليس مُتسامِرا معهم. وهنا نموذج لكل خادم عن كيفية التعامل مع (المرضى) الخطاة.

- العلاج الإلهي: والنعمة لا تفشل مع أي مريض؛ فكل ذوي الأمراض المستعصية (روحيًا)، سواء؛ عشارين وزناة، مدعوون لمائدة النعمة. ولكن النعمة لا تتغاضى عن خطاياهم. فالنعمة والخطية لا يتفقان. والنعمة تكشف الخطية داعية النفس للتوبة. وإذا ملَكَت النعمة في القلب، لا بد سيلفظ خطاياه بالتوبة.

- لا دخول للأصحاء: والنعمة لم تَدْعُ الفريسيين؛ الأصحاء فى أعين أنفسهم، إلى عيادتها في مستشفى “لاوي”. فهم لا يحتاجون لعلاج لعدم إحساسهم بالخطية، إذ ليس لديهم ما يتوبون عنه (من وجهة نظرهم). والرب في قوله: «لا يحتاج الأصِحاء إلى طبيب بل المرضى»، يغلق باب النعمة (كل عياداته) في وجوه الأبرار فى أعين أنفسهم.

قارئي العزيز .. في هذه الفئات الثلاث نرى البشرية كلها؛ أطباء (كل مؤمن خادم وطبيب لمرضاه)، مرضى (خطاة)، وأصحاء (أبرار في أعين أنفسهم). فمن أي فريق أنت؟

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net