الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لوقا .. أمانة حتى النهاية
لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي ( 2تيموثاوس 4: 11 )
في سجنه الثاني في رومية لم يبق من رفقاء الرسول بولس العاملين معه غير لوقا، ففي آخر رسائله قبيل استشهاده يقول الرسول بولس: «لوقا وحدَهُ معي». فَمِن رفقائه مَن ذهبوا في مشقات الخدمة، ومنهم مَن اقتنَصهم العالم لمحبته مثل ديماس. ولكن كم هو جميل أن يرى الرسول هذا الطبيب الحبيب يقف بجواره عند ختام سعيه وجهاده! وكانت النعمة تُحرِّك قلبه، وإذ كان طبيبًا كان الرسول في شديد الحاجة إليه بالنسبة للشوكة التي سمح بها الرب له، ولازَمت حياته. وبحسِّه كطبيب كان يَسنِد الرسول بولس أيضًا في مشقات خدمته، وما يتحمله من جَلْد ورَجمْ وضربات كثيرة. وبعنايته الطبية ومساعدته بالعلاج والدواء، كان يُخفف عليه الكثير.

كان لوقا يحمل القلب المُحب الجسور الذي يقف في لحظة المِحنة إلى جوار صديقه، دون أن يتردَّد أو يتخلَّى أو يتراجع أو تبدو منه أقل شُبهة في حبه ووفائه وولائه. وكان هو الوحيد الذي ظل أمينًا وبقيَ مع بولس حتى نهاية حياته. وأمانة لوقا لبولس تتضمن درسًا روحيًا لنا اليوم. فهل نحن مُستعدون أن نتمسَّك ببولس وتعليمه حتى النهاية؟

إن “بولس” يُمثل الحق الإلهي (كلمة الله)، فقد أُعطيَ له أن يكون خادمًا للكنيسة «لتتميم كلمة الله» ( كو 1: 25 )، فقد كان هو آنية الوحي الذي اختاره الرب لإعلان الحق الخاص بالكنيسة كجسد المسيح، ودعوة الكنيسة السماوية لانتظار ابن الله من السماء، والحق الخاص بحضور الروح القدس كأقنوم إلهي يسكن في المؤمن ( 1كو 6: 9 )، وأيضًا حضوره لقيادة القديسين عندما يجتمعون للسجود والخدمة (1كو14). ولكن في رسالته الثانية لتلميذه تيموثاوس، والتي تُكلِّمنا عن مشهد الظلمة والشر في الأيام الأخيرة للمسيحية، نقرأ قول الرسول: «جميع الذين في أسيَّا ارتدُّوا عني» ( 2تي 1: 15 ). إنهم لم يرتدوا عن الرب، بل عن الرسول بولس؛ وبولس يمثل أمامنا صوت الوحي وتعاليم المسيحية السامية. ويا لها من صورة تمثل لنا أيام الظلمة الأخيرة التي نحن فيها! حيث تخلَّت المسيحية عن التعاليم السامية التي نادى بها بولس.

فما أحرانا – أيها الأحباء – أن نتمسَّك ببولس وتعليمه حتى النهاية؟ ويا ليتنا لا ندَع اليأس يملأ قلوبنا من الحالة العامة للمسيحية، فننفض أيدينا من جهة الحق الخاص بالكنيسة؛ الشهادة الغالية على قلب الله أبينا وقلب ربنا يسوع المسيح، حبيبنا وعريسنا، بل لتتشدَّد سواعدنا لنكون أُمناء حتى النهاية.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net