الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اللجاجة في الصلاة
لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ ( لوقا 11: 10 )
هناك شروط للصلاة المستجابة، واحد من أهمها هو اللجاجة. أحيانًا لا يمكن إلا أن تكون الاستجابة فورية مثلما حدث مع بطرس حين صرخ وهو يغرق: «يا رب، نجِّني!»، ولكن هناك مواقف أخرى تستوجب أناة الله لتدريبنا وتعليمنا. يقول الرب: «أ فلا يُنصِف الله مُختاريه، الصارخين إليهِ نهارًا وليلاً، وهو مُتمهِّل عليهم؟ أقول لكم: إنه يُنصفهم سريعًا!» ( لو 18: 7 ، 8). هو مُتمَهِّلٌ علينا بالنظر إلى توقيتاتنا، ويُنصِفنا سريعًا بالنسبة إلى مواقيته، أي أن الله لا يستجيب في أسرع وقت مُطلقًا، إنما يستجيب في أسرع وقت مناسبًا. فلا يوجد أب حكيم يُلبي جميع طلبات أولاده وفورًا، وليس معنى أن الآب يعلم ما نحتاج إليه قبل أن نسأل أن لا نسأل، بل لا بد أن نصلي كل حين. ولكن يبقى السؤال: لماذا يتأنى الله علينا؟ لنتعلَّم اللجاجة. ولماذا اللجاجة؟ لأنها تُعبِّر على الأقل عن ثلاثة أمور هامة:

(1) عمِّق الاحتياج: فكلَّما شعرنا بأهمية ما نطلب، نصلي بلجاجة. هكذا كان سيدنا له المجد في البستان «إذ كان في جهاد كان يُصلِّي بأشد لجاجة، وصارَ عرَقُهُ كقطرات دمٍ نازلة على الأرض» ( لو 22: 44 ). ويُعلِّق كاتب العبرانيين قائلًا: «الذي، في أيام جسدِهِ، إذ قدَّم بصراخٍ شديد ودموع طِلبات وتضرعات للقادر أن يُخلِّصَهُ من الموت، وسُمِعَ له من أجل تقواه» ( عب 5: 7 ). فأين نحن من هذه اللجاجة؟

(2) صِدق الاتضاع: لا بد أن تمتزج صلواتنا باتضاع حقيقي أمام الله، إذ إن الصلاة هي لجوء الضعيف للقوي، وسؤال الفقير من الغني، والرب ينظر إلى صراخ المسكين ويسمع صلاة المضطر. عندما أطلب شيئًا من أحد ولا يجيبني، ربما يمنعني كبريائي من تكرار الطلب، لكن التدريب الروحي يستلزم الاتضاع وانسحاق الروح، وهكذا نرى حنة في صلاتها لكي يُعطيها الرب زرع بشر، ارتبطت لجاجتها في الطلبات بالاتضاع والانسحاق أمام الرب.

(3) قوة الإيمان: من المستحيل أن نرضى الله دون إيمان، وكثيرًا ما يظهر إيماننا في لجاجتنا. فكلَّما ازدادت ثقتنا في مَن نطلب منه، ازداد إلحاحنا في الطِلبة؛ هكذا كان بارتيماوس لديه إيمان أن يُبصر فصرخ: «يا ابن داود، ارحمني». وعندما حاول المُتقدِّمون إسكاته، صرخ أكثر كثيرًا. فوقف يسوع وسأله: «ماذا تريد أن أفعل بِكَ؟». ولمَّا رأى أن له إيمانًا قال له: «اذهب. إيمانك قد شفاكَ» ( مر 10: 46 -52). ليتنا نتعلَّم اللجاجة في الصلاة.

أسامة عاطف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net