الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 25 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غيرة المسيح وغيرة الله
لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي ( مزمور 69: 9 )
عندما صعد الرب يسوع إلى أورشليم لأول مرة بعد خروجه إلى الخدمة، نقرأ القول: «وجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرًا وغنمًا وحمامًا، والصيارفة جلوسًا. فصنع سوطًا من حبال وطرد الجميع من الهيكل … فتذكَّر تلاميذه أنه مكتوب: غيرة بيتك أكلتني» ( يو 2: 14 -17). فقد كان لربنا يسوع الغيرة المقدسة على بيت الله، وهذه الغيرة جعلته ليس فقط يُطَهِّر بيت الله ممَّا ألَّمَ به في ذلك الوقت، بل أن يُقدِّم نفسه للموت فوق الصليب، إذ قال بعد ذلك مباشرةً: «انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أُقيمه» ( يو 2: 21 )!

وقصة فشل الإنسان في وضع مجد الله في الاعتبار قصة ذات شجون. على أن التاريخ المقدس أيضًا يُسَجِّل لنا أحداثًا كان أبطالها أتقياء، غاروا غيرة الرب. لقد شبع الرب يومًا من الغيرة المقدسة لفينحاس بن ألعازار الكاهن، الذي قضى على الشر العلَني في خيمة الاجتماع في البرية، في حادثة بعل فغور المُخزية، عندما اشتعل رجل إسرائيلي بشهوته، وقدَّم إلى إخوته امرأة مديانية أمام عيني موسى وأعين كل الجماعة، فأخذ فينحاس رمحًا بيده، وقام من وسط الجماعة، وطعن الرجل الإسرائيلي والمرأة في بطنها، فقال الرب: «فينحاس بن ألعازار … قد ردَّ سخطي عن بني إسرائيل، بكونه غار غيرتي في وسطهم حتى لم أفنِ بني إسرائيل بغيرتي» (عدد 25).

لكن كل ما استطاع فينحاس أن يفعله هو أن يقتل الأشرار بالرمح، لكن أ كان بوِسع فينحاس أن يُنهي مشكلة الخطية ويبعدها عن نظر الله؟ مُحال. أمَّا المسيح له المجد فقد «أُظْهِر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه» ( عب 9: 26 ). نعم، ليس بالرمح في يدهِ لقتل الفجار، بل بالحربة التي طُعن بها جنب ذاك البار، فسال منه دم ابن الله وحَمَل الله، بذلك فقط تم إنهاء مشكلة الخطية من أمام عيني الله. فليست دماء الفاجرين هي التي تمحو الخطايا، بل دم الحَمَل الذي بلا عيب ولا دنَس، المعروف سابقًا قبل تأسيس العالم ( 1بط 1: 18 ، 19).

ويطيب لنا أن نقول: إنه إن كانت غيرة المسيح على مجد الله جعلته يضع نفسه ويموت، فإن غيرة الله على مجد المسيح أقامته من الأموات، ومجَّدته عن يمينه في السماويات، وقريبًا ستعطيهِ المُلك الذي لا نهاية له ( إش 9: 6 ، 7).

وإذ نراكَ حامـلاً قضاءَنا فوقَ الصليبْ
تَغسِلُنـا بدَمِـكَ مجدًا لكَ أيا حبيبْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net