الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 3 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أسمعيني صوتَكِ
الأَصْحَابُ يَسْمَعُونَ صَوْتَكِ، فَأَسْمِعِينِي. اُهْرُبْ يَا حَبِيبِي، وَكُنْ ..كَغُفْرِ الأَيَائِلِ عَلَى جِبَالِ الأَطْيَابِ ( نشيد 8: 13 ، 14)
إذا كانت قلوبنا تهتز عند سماع صوته فلا شك أنه يسمع لأصواتنا؛ «أسمعيني صوتك»، هذه هي كلمته الثمينة «لأن صوتكِ لطيفٌ» ( نش 2: 14 ). ولا يخفى أن الشركة تكون بين اثنين على الأقل إذ لا بد أن يكون هناك تبادل، وعليه فإذا كان ربنا يسوع يُكلِّمنا، فمن المُحتَّم أن تصير لدينا أشياء كثيرة لنُدلي بها إلى ذاك الذي لم يتكلَّم إنسانٌ قط مثله. فإننا لا نسمع هبوب الريح ولا نشعر بزلزلة ولا نرى نارًا، ولكننا نسمع ذلك الصوت الوديع الهادئ الذي يحرِّكنا لأن نسكب قلوبنا أمامه. أَ ليست آذاننا مُثقلة وبطيئة عن السمع حتى إننا لا نسمع إلا القليل من أسرار محبته، ولا نتعلَّم إلا النذر اليسير من أفكاره، ولا نعرف إلا الشيء الزهيد عن الطريق الذي يريدنا أن نسير فيه، وما يجب علينا أن نفعله؟ ما أشد حاجتنا إلى أُذن الخادم الأمين المطيع المفتوحة ( مز 40: 6 ؛ خر21: 6).

غير أنه مرارًا كثيرة يقف الرب يسوع على الباب ويقرع إذ يُصبح صوته غير كافٍ لنا، فيضطر للقرع، ثم يقول: «إن سمِعَ أحدٌ صوتي وفتحَ الباب». وا أسفاه إذ يكون بيننا وبين حبيبنا باب موصَد وحوائل وموانع تقف حجر عثرة في سبيل الشركة القلبية والوداد الحُبي، ومع كلٍ «إن سَمِعَ أحدٌ صوتي وفتح الباب، أدخل إليهِ» ( رؤ 3: 20 ). وهنا الأمر فردي، فلقد يكون شعب الله قليلي الاهتمام منشغلين بأشياء أخرى، ولكن الأُذن المتيقظة تسمع صوته: «أدخلُ إليهِ وأتعشَّى معه وهو معي». وهنا شركة مباركة إذ نلمس عواطفه ونحس أحشاءه، فنجلس معًا جنبًا إلى جنب، وعندئذٍ مَن يفصلنا عن محبة المسيح؟ «مَن يُقبِل إليَّ لا أُخرِجهُ خارجًا» ( يو 6: 37 )، وهو يحفظنا إلى المنتهى حتى يأتي بهتاف ليجمعنا ويضم شملنا إليه.

وغير خافٍ أن الكلمات الأخيرة التي يتفوَّه بها صديق تترك أثرًا لا يُمحى، ويصير لها في قرارة النفس مراح ومغزى، وإذا أعَدنا الأمور العديدة التي قالها الرب، نجد أن كلمته الختامية كانت «ها أنا آتي سريعًا» ( رؤ 22: 7 ، 12، 20). والآن هو يركن على محبتنا، وقلبه ينبض بهذا الشوق المستَعِر، ويتوقع أن نُردِّد صدى قوله، فليتنا نتعلَّق به حتى يكون الرَّد الطبيعي الذي تلهج به نفوسنا دائمًا أبدًا «آمين. تعالَ أيها الربُّ يسوع» ( رؤ 22: 20 ).

حتى متى يا ربَّنا نبقى هنا بالانتظارْ
فيا دقائقُ اعبُري وقرِّبي ذاكَ النهارْ

أندرو مولر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net