الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دم الحَمَل
أَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ ( خروج 12: 13 )
إن خروف الفصح الذي كان أساس سلام الشعب هو رمز جميل للمسيح كأساس سلام المؤمن. وكما أنه لم يكن هناك احتياج إلى إضافة شيء آخر للدم المرشوش على القائمتين والعتبة العليا، كذلك لا حاجة إلى إضافة شيء إلى دم كفارة المسيح. نعم إن “الفطير” و“الأعشاب المُرَّة” كانت لازمة ( خر 12: 8 )، ولكنها لم تكن جزءًا من أساس سلام المؤمن، بل كانت أساس تمتع الشعب المُخلَّص بالدم بالشركة داخل البيوت. على أن دم الخروف هو الأساس، حيث به نجوا من الموت، وبه انتقلوا إلى دائرة الحياة والنور والسلام. وكان هو حلقة الاتصال بينهم وبين الله. وإذ أصبحوا شعب الله، ولهم علاقة معه – له المجد - على أساس الفداء الكامل، أصبح من امتيازهم أن يشعروا بمسؤوليتهم وواجباتهم نحوه. ولكن تلك المسؤولية لم تكن هي حلقة الاتصال بل نتيجة لازمة لها.

وهنا أحب أن أذكِّر القارئ أيضًا أن حياة المسيح التي عاشها على الأرض بالطاعة لله، لا يتكلَّم الكتاب عنها أنها كانت سبب غفران خطايانا، بل موته على الصليب هو الذي فتح الباب لتجري إلينا محبة الله، ولولا ذلك لبقيت مُغلقة إلى الأبد. إذ لو كان المسيح بقيَ حيًا إلى هذه الساعة وهو يجول من مدينة إلى أخرى «يصنع خيرًا»، لبقيَ الحجاب مُسدَلاً غير مشقوق، وطريق الأقداس غير مفتوح للساجدين الذين يريدون الدنو من الله. ولكن بموته شُق الحجاب «من فوق إلى أسفل»، «وبحُبُرهِ (جراحاته) شُفينا». ولم يُذكر قط أننا شُفينا بحياته بل بآلامه التي كابدها على الصليب ليس إلا.

وفي نفس أقوال المسيح أثناء حياته على الأرض ما يكفي للفصل في هذا الموضوع «ولي صبغة أصطبغها، وكيف أنحصر حتى تُكمَل؟» ( لو 12: 50 ). وإلى أي شيء يُشير الرب إلا إلى موته على الصليب حيث كَمُلت الصبغة التي كان محصورًا بها لكي يفتح طريقًا بحسب العدل والبر، لكي تفيض محبة الله المجانية من نحو بني آدم الساقطين الأثمة المساكين. وقال أيضًا مرةً: «الحق الحق أقولُ لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ) ولا شك أن المسيح كان هو تلك الحبة الثمينة، وكان يبقى وحده حتى بعد التجسُّد لولا أنه بموته على الصليب مهَّدَ السبيل لشعب الله لكي يستطيعوا أن يصلوا إلى الله في قوة القيامة «إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ).

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net