الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 10 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لي راحةٌ بقيت عندَهُ
«فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة» ( عبرانيين 4: 11 )
لقد تحدَّث الرسول إلى العبرانيين مُذكِّـرًا إيَّاهم براحة الله في اليوم السابع، بعد أن أكمل عمل الخليقة، وتوَّج العمل بخلْق الإنسان على صورته كشبههِ، وألقى بنظرة ارتياح تام على المشهد إذ رأى أن كل ما عمله إذا هو حسنٌ جدًا. لكن سرعان ما دخلت الخطية وشوَّهـت المنظر وعكَّرت تلك الراحة.

وأشار كذلك إلى يشوع الذي أدخَل الشعب إلى راحة كنعان، لكن هذه الراحة أيضًا لم تستمر بسبب شر الشعب وفساده، الأمر الذي أدَّى إلى طردهم من الأرض وسَبيهم إلى أشور وبابل. وبعد مئــات السنين تكلَّم داود عن يوم آخر قائلاً: «اليوم إن سمعتم صوتَهُ، فلا تُقسُّوا قلوبكم» (مز95)، مؤكدًا أن يشوع لم يَصل بالشعب إلى الراحة، وأنه قد «بقيت راحة (سبت) لشعب الله» ( عب 4: 9 ). إنها راحة الله الأبدية التي دعانا إليها، حيث السماوات الجديدة والأرض الجديدة التي يسكن فيها البر ( 2بط 3: 13 ). ليلٌ لا يكون هناك، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجَع في ما بعد. البحر لا يوجد في ما بعد، ولن يكون هناك اضطراب أو أشرار أو فواصل أو افتراق أو اغتراب. ويا له من يوم سعيد عندما يبدأ سبت الراحة الأبدي في بيت الآب!

«فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة» .. هذا هو طابع حياة المؤمن الحقيقي، شريك الدعوة السماوية. إنه سائح غريب، يسعى نحو الغرض، يبذل كل اجتهاد، يركض بكل قوته في السباق ليفوز بالجعالة. يطرح كل الأثقال، ويُحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامه. يحارب المُحاربة الحسنة، يحفظ صفحته بيضاء ويضبط نفسه في كل شيء. يحتمل الأحزان والتجارب ويُكمل المسيرة، ولو بقلب مكسور. إنه ليس شخصًا مُرَّفهًا يبحث عن ملذاته الأرضية، ويعيش ليعمل إرادته الذاتية، لكنه شخص تعلَّم الخضوع وكسر الإرادة. يتعب ويفني قدرته من أجل الرب وشعب الرب. هذا الشخص سيشعـر بالإعياء والإجهاد الشديد قرب نهاية الرحلة، لكن هذا الشخص سيشعر بحلاوة وقيمة الراحة الأبدية عندما يصل إليها. وفي الحال سينسى أتعابه وآلامه هنا.

مهما يكن في عناء المسيرْ منْ وحشةٍ وجهادٍ كثيرْ
فقوتي فيه وهو القدير غايتي المسيحْ

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net