الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 9 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأسد في طريق العصيان
«فنزل شمشون .. إلى كروم تمنة ... وإذا بشبل أسَدٍ» ( قضاة 14: 5 )
نزل شمشون إلى أرض الفلسطينيين، فهل كان من عجـب أن يُلاقيه شبل أسد، يُزمجر للقائه؟ إن تَخَلَّي إنسان عن مكانه المُعيَّن له من الله، وهبط إلى مستوى جسدي، هل من عجَـب أن يجد نفسه هدفًا لغزوات المُقاوم؛ الشيطان، الذي هو «كأسدٍ زائر، يَجول مُلتمسًا مَن يبتَلعُهُ هو»؟ ( 1بط 5: 8 ). والشيطان يبلغ أقصى درجات ازدهاره عندما يتخلَّى القديس عن سبيل الطاعة. لكن في سبيل الطاعة ذاته لا توجد أُسود؛ إنما الكسلان هو الذي يقول: «الأسد في الخارج، فأُقتَل في الشوارع!» ( أم 22: 13 ). وما سمعنا قط بإنسان قُتل في الشارع. قد يُستهدف للهجوم حينما يكون في طريق العصيان؛ بيد أن الأُسُود ـ كما صوَّرها يوحنا بنيان في روايته الخالدة ـ مُكبَّلة بالسلاسل بحيث لا تصل إلى طريق الطاعة. وفي طريق الله لا يمكن للشيطان أن يُهاجم: سبيل الطاعة، سبيل الأمان؛ اهجرها تجد الأسد أمامك.

لقد رسم الله طريقًا مُحددًا لرجل الله الذي نزل من يهوذا إلى إسرائيل، فقد كُلِّف بمُهمَّة، أن ينقل شهادة ضد ملك إسرائيل، على ألَّا يأكل ولا يشرب ولا يرجع من الطريق الذي أتى منه. سبيل واضحة، وقد تكون محفوفة بالخطر كما حدث عندما مدَّ ملك إسرائيل يده ليقتله. لكن الحماية كانت مكفولة له، فإن يد الملك يبست فعجزت، وما كان يمكن أن يُشفى إلا عند قول رجل الله. إذًا فليس في طاقة الملك أن يُهاجمه، ولا أذى في طريقه. لكنه إذ تخلَّى عن طريق الله؛ طريق الطاعة، وأصغى لكلام النبي الشيخ، ومضى معه ليأكل ويشرب، صادفه أسد وقتله (1مل13). هناك أسد حينما تتخلَّى عن طريق الله.

ومن هنا كان يجب أن يأخذ شمشون من زمجرة الأسد عِبرة ونذيرًا، على الأقل يُدرك أنه سائر في منطقة الشيطان. ولكي يكفل لنفسه الأمن أخذ الأسد ”وشَقَّهُ كشق الجدي“، علامة على نوع من الإيمان. بيد أنه من الفضيحة والعيب أن نُقابل أعداء مُعينين. قد يقول واحد: إنه دخل في معركة رهيبة مع الشيطان، وهو يشكر الله لأنه كسب المعركة؛ ولكن كيف دخلت في معركة مع الشيطان؟ هل دخلت في منطقة نفوذه؟ هل تخلَّيت عن سبيل الإيمان حيث كان يريدك الله أن تكون؟ حسنٌ أن تكسب نُصرة، لكن بعض الانتصارات تُحدِّثنا بوضوح عن الظروف التي استدعَت هذا القتال.

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net