الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراهيم بين حاران ومصر
«وقال الرب لأبرام: اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك» ( تكوين 12: 1 )


  • الروابط الطبيعية: صارت كلمة الله لإبراهيم؛ أن يخرج من أرضه ومن عشيرته وبيت أبيه إلى الأرض التي يُريه. فأطاع إبراهيم طاعة جزئية ضعيفة، وأخطأ ثلاثة أخطاء:

    1- لم يخرج من بيت أبيه، فذهب معه تارح أبوه، ولوط ابن أخيه. 2- كانت الدعوة شخصية لإبراهيم، ولكن للأسف قاد تارح أبوه المسيرة، فنقرأ «أخذ تارح أبرام ابنه ولوطًا ...» ( تك 11: 31 ). 3- توقفت الرحلة في غير مكانها، وهذا أمر متوقع، لأن المجد ليس زادَها (فهو زَاد لإبراهيم فقط)، ولا الطاعة هدفها الوحيد؛ والأغلبية لم تُدْعَ للخروج. إنها رحلة عائلية، أكثر منها دعوة إلهية للخروج! وبعد موت تارح أبيه، نقلَهُ الله من حاران. فما عاد إبراهيم قادرًا على المسير. واحتاج لتدخُّـل إلهي ونقلة إلهية لكنعان ( أع 7: 4 ). فالروابط الطبيعية تفقد القوة الحقيقية لاتباع الرب تمامًا. وليس هناك وسيلة للتخلِّـي عن الروابط الطبيعية باتزان حقيقي إلا بالنعمة. فالنعمة تحفظ حق الله على القلب ليُطيعه تمامًا، وحق مَن حولنا عند احتياجهم لنا.

  • البركة: وإذ أُزيلت العوائق، نرى إبراهيم في طريق الإيمان يسير، وعلى الله يتكِّل، وإلى كنعان يصل وبالبركة يتمتع. «فأجعلك أُمَّة عظيمة... وأُبارك مُباركيك ولاعنك ألعنهُ. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض» ( تك 12: 2 ، 3). أمران عظيمان؛ الله يُمجِّد ذاته في البركة. ويشجع عبده بأن يُتحدْه بهذه البركة. والله في كنعان يُقدِّم نفسه لإبراهيم دون تأنيب أو لوم، بل يظهَر له ثانيةً. والنتيجة الحتمية «فبنى هناك مذبحًا للرب» ( تك 12: 7 ).

  • الطموح: وإذ حدثت المجاعة، نزل إبراهيم إلى مصر، مُنقَادًا بأفكار الطموح وتأمين المستقبل. آه من تذبذب إيماننا جميعًا «إذًا مَن يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط» ( 1كو 10: 12 ). النعمة استردَّت إبراهيم، ولكن ليس دون أشواك، جمعها من مصر. وكان ردّ نفس إبراهيم كاملاً حقيقيًا، فأنشأ تقدُّمًا أخلاقيًا، ضابطًا لطموحاته. امتُحن طموح إبراهيم مرتين، فيما بعد، وغلَب. مرة في أمر خصام رُعاته ورعاة لوط، فترك إبراهيم الاختيار للوط؛ ومرة بعد أن أنقذ لوطًا من يد كدرلعومر ( تك 14: 22 )، اكتفى بتجديد طاقته بالخبز والخمر، وبركة مَلكي صادق، باسم الإله العلي مالك السماوات والأرض؛ رافضًا عطايا العالم. فلنحذر من العالم في طموحاته، أو روابطه الطبيعية، ولتستقر قلوبنا في كنعان.



  • أشرف يوسف
    Share
    مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
    إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net