الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 13 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خلاص من فخ الصياد
«لم أجد فيكَ شرًا من يوم جئتَ إليَّ إلى اليوم. وأما في أعين الأقطاب فلستَ بصالح» ( 1صموئيل 29: 6 )
في الأصحاح التاسع والعشرين من سفر صموئيل الأول، نرى كيف أن الله تدَّخَل برحمته لتخليص خادمه من فخ الصياد. فقد وجد داود نفسه، بسبب عدم إيمانه وإرادته الذاتية، في مأزق حاد. فإذ سعى لطلب المعونة من ملك جَتّ غير المؤمن، وضع نفسه تحت التزام له. وإذ تظاهـر بأنه صديق للفلسطينيين وعدو لشعبه، دعاه أخيش أن يوظِّف رجاله في الخطة التي خططها ضد إسرائيل. وعندئذٍ تدخـل الرب فحفظ محبوبه من السقوط في شر أخطر. وهو الآن يجعل له ”المَنفَذ“ حتى لا يُجرَّب ابنه الذي ضلّ، فوق ما يستطيع.

وكيف انفتح له الْمَنْفَذ؟ كان ذلك من خلال أعمال سلطان الله السرية الداخلية. فقد حَوَّل الرب قلوب ”رؤساء الفلسطينيين“ ضد داود ( 1صم 29: 3 -5)، وبالتالي فقد اضطر أخيش أن يخضع لرأي مُعاونيه.

قارئي العزيز: ما أكثر ما عمل الرب ”لأجلك“ حينما حوَّل قلوب بعض العالميين ”ضدك“! ولو كنا أكثر روحانية لكنا أدركنا ذلك بوضوح، ولكنا أعطينا الحمد الكثير لإلهنا المُنعِم المُخلِّص، لأجل كل ما يفعله.

وكان صَرْف داود من خدمة أخيش معجزة لا تقل عن خلاصه من عداوة شاول. وبالتأكيد كانت إثارة غيرة وعداوة رؤساء الفلسطينيين ضد داود، من عمل قوة الله الحافظة، مثلما حماه عندما أوحى الشيطان للملك شاول بأن يشرَع الرمح نحوه ( 1صم 18: 11 ). «فبكَّرَ داود هو ورجاله ليذهبوا صباحًا ويرجعوا إلى أرض الفلسطينيين. وأمَّا الفلسطينيون فصعدوا إلى يزرَعيل» ( 1صم 29: 11 ). وهكذا انكسر الفخ، وأصبح داود حرًا للرجوع إلى مدينته، غير عالم ـ حتى ذلك الحين ـ كم كانت الحاجة ماسة هناك لحضوره العاجل.

وما كان هروب داود ورجاله المنسحبين تحت ظلال الفجر الخافتة، أقل إذلالاً من طرد إبراهيم الضال، من مصر ( تك 12: 20 ). فمع أن الله كثيرًا ما يُحرِّر شعبه من المواقف الخطيرة التي يوقعون أنفسهم فيها بسبب عدم إيمانهم، إلا أنه قد يسمح لهم أن يذوقوا مرارة حماقتهم. ولكن الخزي الذي جلَبه رؤساء الفلسطينيين على داود قد تحوَّل لصالحه بطرق أخرى مُتعدِّدَة. وهكذا فإن الله في بعض الأحيان يُحوِّل الأمور بعناية إلى الخير رغم سقطاتنا وفشلنا.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net