الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 14 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الثبات في المسيح
«مَن قال: إنـهُ ثابتٌ فيهِ ينبغي أنه كما سلكَ ذاك هكذا يسلك هو أيضًا» ( 1يوحنا 2: 6 )
العدد الذي في صدر موضوعنا يُطالعنا بما ينبغي أن يُميِّز الشخص الثابت في المسيح. ولكي نفيد مما انطوى عليه يجب أن نعرف مدلول الثبات في المسيح، ذلك التعبير الذي نلتقي به كثيرًا وبخاصة في يوحنا 15. فهوذا سيدنا نفسه يَهيب بتلاميذه «اثبتوا فِيَّ» كالمطلَب الأول لإنتاج ثمر لمجد الله، وكالقاعدة الصلبة للصلاة المُستجابة ( يو 15: 1 - 7). وقد عرَض لنا واحد من الشرَّاح مفهومًا طيبًا لهذا التعبير حيث قال: ”إن معناه هو القُرب القلبي للرب، بصورة عملية كعادة مستديمة“. فهو دنو عملي، تفكير في المسيح كمَن هو على مقرّبة دانية جدًا مني، أعود إليه بين اللحظة والأخرى، ويرمقني ماذا أنا فاعل؟ ويسمعني ماذا أنا قائل؟ وليس مُجرَّد نظرية أو عقيدة أستعين به لتنشيط قوى تفكيري. وهو دنو اعتيادي، أتعوَّده باستمرار، ليس وأنا في حقل الخدمة فقط، ولا وأنا في خلواتي التعبدية فحسب، بل في كل حين. قيل عن قدِّيس عجوز عاش في القرون الوسطى، وكان يخدم في مطبخ أحد الأديرة، قيل إنه نطق يومًا بهذه العبارة: ”لا فرق عندي بين وقت العمل ووقت الصلاة، بين جو المطبخ وجو مكان العبادة، فأنا أمتلك الله في كل هذه الأجواء، في استكانة الرضى والسلام، كما لو كنت جاثيًا في صلاة مخدعية“.

قد تأخذك حالة هذا القدِّيس العجوز فتتأوه في عمق نفسك: آه لو أستطيع الوصول إلى مثل هذه الحالة؟ لكن لا تنسَ يا حبيبي أن هذا هو فكر الرب من جهة كل واحد، وذلك هو مكان القوة والأمان.

ثم ماذا؟ «مَن قالَ: إنه ثابتٌ فيه، ينبغي أنه كما سلكَ ذاكَ هكذا يسلُك هو أيضًا». أ فتقول يا أخي مستحيل؟ لو كان ثباتنا مُجرَّد ألفاظ لكان مستحيلاً فعلاً، أما إذا كان ثباتًا حقيقيًا، فإن كل قوة المُخلِّص المُقَام تعمل فينا، بروحه الساكن فينا. إذن فنقدر، وينبغي أن نسلك كما سلك هو. على أن السلوك المسيحي يتبع بالضرورة الإيمان المسيحي، فقبل أن تسلك كما سلك ذاك، ينبغي أن تكون لك الرابطة الحيَّة، تلك الحياة الجديدة التي تصدر عن إيمان به كالمخلِّص القدير. وهذا السلوك المرموق هو نتاج ملكيته إيَّانا، مُشترى دمه الكريم، ولن يطرق هذا المسلَك إلا مَن أتى في بساطة الإيمان للمسيح كالمخلِّص والرب.

كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net