الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أملٌ طامحٌ أم رجاءٌ صالحٌ؟
«وليملأكم إلهُ الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان، لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس» ( رومية 15: 13 )
إن ما تعنيه كلمة الرجاء في لغة الكتاب المقدس يختلف كُليَّةً عن ما تعنيه ذات الكلمة بمنظور بشري في العالم. كلمة الرجاء في العالم لا تعني أكثر من الأمل الذي قالوا عنه إنه بصيص من نور في كهف مُظلم، وبسمة مُرتسمة وسط الدموع، ولهفة إلى النسمة الباردة وسط حر الصيف الشديد. الأمل ليس أكثر من ترقُّب الفرج على سبيل التمني. وآه لو لم تتحقق الآمال! ما أصعب خزي النفس، وما أقسى خيبة الأمل!

لكن الرجاء الصالح الذي يهَبه الرب لنا، هو أجوَد وأمجد كثيرًا؛ رجاء لا يُخزي لأنه يمتزج بالإيمان الواثق، فيجعل الراجي يتشدَّد ويتقوَّى، يفرح ويتعزى من يومٍ إلى يوم. موضوع الرجاء ليس شيئًا أو حدَثًا بل شخصًا حيًا «إن إيمانكم ورجاءكم هُما في الله» ( 1بط 1: 21 )؛ الله الذي يَصفه الرسول بولس أنه «إله الرجاء» الذي يملأ القلب سرورًا وسلامًا، صبرًا وعزاءً ( رو 15: 13 ).

والكتاب يُطوِّب مَن يضع رجاءه في شخص الرب: «طوبى لمَن إله يعقوب مُعينُهُ، ورجاؤهُ على الرب إلهه» ( مز 146: 5 )، سواء ملكًا في عرشه كداود: «والآن، ماذا انتظرت يا رب؟ رجائي فيكَ هو» ( مز 39: 7 )، أو أَرمَلَة وَحِيدة «ألقَت رجاءها على الله» ( 1تي 5: 5 ).

وكما كان رجاء الشعب في القديم أن يُخلِّصهـم الله من ضيق وقتي «يا رجاء إسرائيل، مُخلِّصه في زمان الضيق» ( إر 14: 8 )، فهو أيضًا رجاء أبدي للذين يتعبون ويحتملون من أجله «لأننا لهذا نتعب ونُعيَّر، لأننا قد ألقينا رجاءنا على الله الحي» ( 1تي 4: 10 ). والمؤمن يفرح في مجال الرجاء بفرح عجيب مصدره الروح القدس، مهما كانت الظروف التي يجتاز فيها «فَرحين في الرجاء» ( رو 12: 12 )، «مُنتَظَر الصديقين مُفَرِّح، أمَّا رجاء الأشرار فيبيد» ( أم 28: 10 ).

والرجاء نشاط مصدره القلب لكنه يؤثر على صحة الجسد أيضًا. فمشاعـر الإنسان وإفرازات الغدد بجسده تتأثر بما يتوقعه، فيظهر السلام والفرح المقدس رغم الآلام المتنوعة «الذي أراهُ أنا لنفسي، وعيناي تنظران وليس آخر. إلى ذلك تتوق كُليتاي في جوفي» ( أي 19: 27 ).

أنتَ لي يا رجاي أنتَ حصني وفيكَ احتماي
أنتَ لي يا رجاي أنتَ حصني وفيكَ احتماي

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net