الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 18 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا توجد فرصة ثانية
«الذين يريدون العبور ... لا يقدرون!» ( لوقا 16: 26 )
كم من الناس يَودُّون أن يكون العذاب أسطورة لا أساس لها من الصحة! ولكن الشيء العجيب هو أن الكثيرين من الذين لا يعتقدون بوجود الجحيم، يؤمنون بوجود السماء، وما أبعد هذا عن المنطق! إن السماء وجهنم إما أن توجدا معًا وإما أن تسقطا معًا ـ ولكنهما حقيقتان رغمًا عن الإنسان وتفكيره. لقد تكلَّم الرب عن الجحيم بأنه مكان العذاب والألم والذكرى المريرة (انظر مت 13: 42؛ 24: 51؛ 25: 30).

وحتى لو اعتبرنا قصة الغني ولعازر مَثَلاً، فإن هذا لا يُقلِّل من يقينها وصدقها وخطورة ما بها من تعاليم. فإن الرموز تتكلَّم عن حقائق. وكل مؤمن حقيقي يثق في أن الرب يسوع، لا ينطق بعبارة أو يستخدم أي أسلوب مجازي أو استعاري إلا وهو يُشير إلى حقيقة ثابتة.

فكل كلمات الرب هي كلمات الآب ( يو 12: 49 ، 50)، لقد أخذ كلامًا من أبيه، وهو يتكلَّم بسلطان ( مت 7: 9 ) ولم يتكلَّم مثله إنسان قط ( يو 7: 46 ).

وتُبرز هذه القصة حقيقة أنه لا توجد فرصة للإنسان ثانيةً بعد أن يغادر هذا العالم، ونستدِّل على هذا في الأقوال الواردة في لوقا 16: 26: «.. هوَّة عظيمة .. قد أُثبتت .. لا يقدرون .. ولا الذين من هناك .. يجتازون». فالمصير وراء القبر إذن مصير ثابت ودائم. ويقول الرب للخطاة: «حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا» ( يو 8: 21 ). ولعل في هذا فصل الخطاب.

ولقد كان الغني مُهتمًا بخلاص إخوته (ع27، 28). ولكن مثل هذا الاهتمام لا يُجدي بعد الموت. إن الكتاب المقدس يُقدِّم لنا أعظم دليل عن محبة المسيح، إذ قدَّم نفسه، وقد بذله الآب لأجلنا ( يو 3: 16 )، وقد مات عنا ( إش 53: 6 ) وقام من الأموات ( لو 24: 34 ). فماذا يعمل أكثر من هذا؟ إن كتابات موسى والأنبياء تشهد عن المسيح (ع29). إن مَن لا يقتنع بأقوال الله فلن يقتنع بطريقة أخرى، ويصبح شأنه كشأن أغريباس ( أع 26: 28 ). «انظروا أن لا تستعفوا» ( عب 12: 25 )، وإلا فالجزاء عذاب مُحقق، وبُعدْ سحيق عن محضر الله في جهنم إلى الأبد.

ألا ليت الخاطئ يتحذَّر لأنه لا توجد فرصة ثانية للخلاص بعد الموت. هذا ما تُخبرنا به كلمة الله الصادقة التي مصدرها ذاك الذي هو مُنزَّه عن الكَذب ( تي 1: 2 ).

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net