الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 2 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أ تُحبني؟
«يا سمعان بن يـونـا، أَ تُحبُّني أ كـثر من هؤلاء؟» ( يوحنا 21: 15 )
«أ تحبني؟» .. سؤال مؤثر وفي نفس الوقت خطير جدًا لأن واضعه السَيِّد الرب، ذاك الذي له محبة عجيبة وينتظر منَّا جوابًا لتلك المحبة. صوت الراعي الصالح الذي ينادي خرافه ويذكِّرها بلا انقطاع كم هو يحبها، فهو بذل حياته لأجلها، ألا نُصغي إليه؟ ألا يقول لنا في كثير من الأحيان: «أ تحبني؟».

وعَى بطرس في قلبه هذا السؤال الذي تكرَّر عليه ثلاث مرات، والذي أظهر له قيمة محبته، بل والذي كان دافعًا له في السير وفي كل أدوار الخدمة التي أؤتمن عليها. وقد أجاب بطرس عن هذا السؤال بقوله: «نعم يا رب أنتَ تعلم أني أُحبك». كان هذا تعبير حاسيَّاته، وبلا شك لم ينسه قط فيما بعد، وذكراه لا بد أنها كانت تفعل في قلبه «وكل ما فعلتم، فاعملوا من القلب، كما للرب ليس للناس» ( كو 3: 23 ). فهل الحـب للسّيِّد هو المُحرِّك الحقيقي لنا في كل عمل نعمله؟ «مَن أحبَّ أبًا أو أُمًا أكثرَ مني فلا يستحقني، ومَن أحـب ابنًا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني، ومَن لا يأخذ صليبَهُ ويتبعني فلا يستحقني» ( مت 10: 37 ، 38).

أ ليست هذه الأقوال ـ ككل أقوال الله ـ كسلاح ذي حدين يخترق ويُميِّز أفكار القلب ونياته. إذا كنت في آخر النهار أُراجع حوادثه، ألا أعترف عند قدمي السَيِّد أنني كنت مشغولاً بنفسي، الأمر الذي يُظهر ”محبة الذات“، أو بمصالحي، الأمر الذي يُظهر ”الطمع“، أو بشُهرتي، الأمر الذي يُظهر ”الكبرياء“. وأي مكان تأخذه المحبة بين أفعالي؟ وما الذي عملته من أجل السَيِّد؟ لا شيء! تمر الأيام والسنون، بل والحياة بجملتها، ولمَّا نصل إلى نهايتها نتطلَّع لنرى ماذا فعلنا لأجله؟ «لأنه لا بد أننا جميعًا نُظهر أمام كرسي المسيح، لينَال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع، خيرًا كان أم شرًا» ( 2كو 5: 10 )، فماذا نستطيع أن نقول؟ أ نجسر أن نذكر شيئًا فعلناه لأجله؟ هناك ستظهر سِعَة قلبه وطول أناته وعُظم رحمته من نحونا. ويا لها من نعمة أن يُلقي السَيِّد ضوءًا على أعمالنا الحقيرة لأجله! إن السَيِّد هو الذي قال لعبده: «نَعِمَّا أيها العبد الصالح الأمين! كنت أمينًا في القليل فأُقيمك على الكثير. ادخُل إلى فرح سيِّدك» ( مت 25: 21 ). فلا ننسَ أن نُقدِّم ثمر محبتنا، ولا ننسَ السؤال المُتكرِّر لبطرس والموضوع لامتحان قلوبنا: «أ تحبني؟».

فريدي جفلر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net