الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 1 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فداء الأبكار
«كل بكر حمار تفديهِ بشاةٍ. وإن لم تفدهِ فتكسر عُنُقهُ. وكل بكر إنسان من أولادك تفديهِ» ( خروج 13: 13 )
كان الملاك المُهلك قد اجتاز في أرض مصر وأهلك كل بكر فيها. أما أبكار إسرائيل فقد نجوا بموت الخروف الذي تعيَّن فدية من الله. وبما أنهم خلصوا بدم الخروف، فقد وجَب عليهم أن يُكرِّسوا حياتهم المفدية لمَن فداهم بالدم، لأن حياتهم الجديدة التي صارت لهم الآن إنما هي حياة الفداء. ونعمة الله وحدها هي التي جعلت لهم وجودًا ووهبَتهم حياة أمامه تعالى. ولم يكن هناك محل للافتخار، لأنهم من جهة الاستحقاق أو الكفاءة نجدهم في هذا الأصحاح قد وُضعوا في مستوى واحد مع البهائم والحيوانات النجسة «كل بكر حمار تَفديه بشاة. وإن لم تَفْدهِ فتكسر عُنُقَهُ. وكل بكر إنسان من أولادك تفديه» (ع13). ومعلوم أنه كانت توجد حيوانات طاهـرة وحيوانات غير طاهرة، وها هو الإنسان قد وُضع في صف الحيوانات غير الطاهرة. والشاة هي فدية الحيوان غير الطاهـر الذي إذا لم يُفدَ تُكسَر عنقه. وهكذا وضع الإنسان غير المفدي في مستوى الحيوان النجس، بل في مستوى أذل الحيوانات وأبشعها منظرًا.

ما أحط هذه الصورة التي كان يجب أن تخفض من كبرياء الإنسان وتضعه في التراب! يا ليت قلوبنا تتعمق أكثر في فهم الحقيقة المذلَّة لنا في حالتنا الطبيعية، لكي نزداد فرحًا وسرورًا بامتيازنا الجديد، إذ أصبحنا مُغتسلين في دم الحَمَل من كل نجاستنا التي دُفنت في ذلك القبر الذي ضم بديلنا المبارك، ونُسيَت إلى الأبد.

والمسيح كان هو الحَمَل الطاهـر الذي بلا عيب. ونحن كنا نجسين، ولكن تبارك اسم ربنا المعبود إلى الأبد فقد أخذ بنفسه مركزنا الدنس، وعلى الصليب جُعل خطية لأجلنا واعتبره الله كذلك هناك. وما كنا نستحقه قد وقع عليه، وما كنا سنحتمله حتمًا إلى الأبد قد احتمله في جسده على الخشبة، فقد أخذ ما لنا هناك ليكون لنا تمتع بما له إلى الأبد، نال استحقاقنا لكي ننال نحن استحقاقه.

أخـذ القدوس مرة مقام النجسين لكي يُصبح النجسون أطهارًا إلى الأبد. ومع أننا بحسب الطبيعة كنا في مقام ذلك الحمار المكسور الرقبة، إلا أننا أصبحنا في مقام المسيح المُقام والممجَّـد عن يمين الله الآن في السماء. وما أبعد الفرق وأغرب المُباينة! حقًا أن ذلك يضع مجد الإنسان ويدفن كبرياءه في التراب ويعظِّم غنى نعمة الله الفدائية ومحبته الكاملة. وأمام هذا الحق يمتلئ فم المفدي بترنيمة المدح لله وللحَمَل، ويغني كل أجيال الدهور مُفاخـرًا بالنعمة.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net