الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هوذا العريسُ مُقبلٌ!
«هوذا العريسُ مُقبل، فاخرجن للقائهِ!» ( متى 25: 6 )
إنَّ قصَّة تحوُّل المسيحية عن رجاء مجيء الرب، وعودتها إليه في آخر الأيام، لم تكن خافية بالطبع على المسيح، وقد ذكره في أحد أمثاله الجميلة الواردة في متَّى 25، أعني به ”مَثَل العشر العذارى“.

في هذا المَثَل ذكَـر المسيح ثلاث فترات متميِّزة: الفترة الأولى عندما أخذت العشر العذارى مصابيحهن وخرجن للقاء العريس (ع1- 4)؛ والفترة الثانية عندما أبطأ العريس ونعسنَ جميعهنَ ونمنَ (ع5)؛ والفترة الثالثة عندما صار صراخ في نصف الليل: «هوذا العريسُ مُقبلٌ، فاخرُجن للقائه!» (ع6- 10). ويُمكننا أن نرى ما يتجاوب مع هذه الفترات الثلاث في تاريخ المسيحيَّة على الأرض.

ففي العصر الرسولي، وما تلاه في عصور الاستشهاد، كان المسيحيون يُشبِهون العذارى اللائي خرجنَ للقاء العريس، إذ كان الرجاء ما زال حيًّا في قلوبهم. فالمؤمنون رجعوا إلى الله من الأوثان ليعبدوا الله الحي الحقيقي، وينتظروا ابنه من السماء، الذي أقامه من الأموات يسوع، الذي يُنقذنا من الغضب الآتي ( 1تس 1: 9 ، 10).

والفترة التالية، عندما غلب النعاس جميع أولئك العذارى فنمنَ، تُمثِّل حالة المسيحية بداية من عصر قسطنطين، ثمَّ كل العصور المظلمة، عندما غاب الرجاء الحقيقي عن المسيحيين كافَة: المؤمنين الحقيقيين، وغير الحقيقيين. فالسَّهر يُمثِّل انتظار المسيح، وبالتالي يكون النوم والنعاس هو عدم انتظار العريس. وفي هذه الحقبة الممتدَّة، كما يتَّضح لنا من كتابات المُعلِّمين في أثنائها، أصبح المسيحيون ينتظرون الموت بدل انتظارهم للرب، ويتحدَّثون عن يوم الدينونة بدل يوم الاختطاف، وعن مجيء اللص لا مجيء العريس!

وأخيرًا الفترة الثالثة عندما سُمع صراخ نصف الليل: «هوذا العريسُ مُقبلٌ! ... فاخرُجنَ للقائه!»، وما تلا ذلك من قيام جميع العذارى وإصلاحهنَّ لمصابيحهنَّ، يُمثِّل رجوع المُعلِّمين في المسيحية لدراسة الكتاب المقدس، لا سيما الحقائق النبوية، وكذلك الرجاء المسيحي بكافة تفصيلاته. وحيث إنَّ هذا الأمر ـ في المَثَل ـ سبق مباشرةً مجيء العريس، فهذا دليل آخر، يُضاف إلى العديد من الأدلَّة الواضحة، على أنَّنا الآن نعيش في الأيَّام الأخيرة التي تسبق مجيء الربّ للاختطاف. فهل أنت مستعد لمجيء المسيح القريب أيُّها القارئ العزيز؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net