الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 26 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نحميا .. والخدمة الناجحة
«جلستُ وبكـيتُ ونحتُ أيامًا، وصُمتُ وصلَّيتُ أمام إله السماء» ( نحميا 1: 4 )
اتَّسمَت حياة وخدمة نحميا ببعض الصفات الهامة، نذكر بعضها:

(1) رجل الصلاة: كان نحميا بحق رجل الصلاة، وما يدُّل على ذلك أنه صلَّى للرب في وقت وجيز جدًا؛ وهو الوقت بين سؤال الملك له، وجوابه على السؤال «فقال لي الملك: ماذا طالبٌ أنت؟ فصلَّيتُ إلى إله السماء» ( نح 2: 4 ). وبطول سِفـر نحميا نجد الكثير من صلوات هذا الخادم الرائع. لا يمكن أن تكون هناك خدمة ناجحة بدون صلاة واثقة، ورُكب ساجـدة.

(2) رجل المكتوب: كان نحميا مُطَّلعًا وقارئًا للأسفار المقدسة، فعندما صلَّى قال لله: «اذكُر الكلام الذي أمرت به موسى عبدك» ( نح 1: 8 ). ما أجمل أن يكون الخادم مُلازمًا لكلمة الله، تاعبًا في دراستها، باذلاً كل الجهد ليُحصِّل فائدة له، وليُقدِّم طعامًا لإخوته!

(3) التواضع: التواضع صفة ينبغي أن يتميَّز بها كل مَن يريد أن يخدم الرب يسوع، فالخادم الأعظم ـ الرب يسوع ـ طالَبنا أن نكون مثله متواضعين ( مت 11: 29 ). ولقد كان نحميا خادمًا متواضعًا، والدليل على ذلك أنه عندما ذهب إلى أورشليم ـ ليقوم بمُهمة بناء السور ـ لم يذهب نهارًا بل ذهب ليلاً، ولم يذهب مزهوًا في موكبٍ ضخم، كلٍ على حصانه، بل نقرأ: «قُمتُ ليلاً أنا ورجالٌ قليلون معي ... ولم يكن معي بهيمةٌ إلا البهيمة التي كنتُ راكبها» ( نح 2: 12 ). فليحفظنا الرب من الغرور والكبرياء لأنهما الآفة المُدمِّرة للخدمة الناجحة.

(4) ينظر لخدمته بعين التقدير: ففي الوقت الذي سخرَ فيه الأعداء من خدمته، واعتبروا أن ما قام به من عمل شيء تافه، إذ قال طوبيا العبد العموني: «إنَّ ما يبنونه إذا صعدَ ثعلبٌ فإنه يهدمُ حجارة حائطهم» ( نح 4: 3 )؛ نجد أن نحميا نفسه يُقدِّر خدمته، ويعتبر جدًا عمله الذي كلَّفه الرب به، فقال: «إني أنا عاملٌ عملاً عظيمًا» ( نح 6: 3 ).

(5) غيور لله: وهذا يتضح من موقفه من اليهود الذين تزوَّجوا بنساء أشدوديات وعمونيات وموآبيات ـ مُتجاهلين وصية الرب ـ ممَّا أثرَّ في أولادهم، الذين كان نصف كلامهم باللسان الأشدودي، ممَّا جعل نحميا يقول في غيرة وحمية: «فخاصمتُهُم ولعنتهم وضربتُ منهم أُناسًا ونتفتُ شُعورهم ...» ( نح 13: 25 -27).

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net