الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 31 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مرض لأجل مجد الله!
«يا سيد، هوذا الذي تحبُّه مريض» ( يوحنا 11: 3 )
دخل المرض إلى دائرة بيت عنيا، وخيَّم الموت بظله على البيت. كيف يكون تصرُّف الأُختين في هذه التجربة؟ إنهما بالنعـمة اتخذتا أحسن الطـرق المُمكنة. لقد اعتمدتا على محبة المسيح. لقد تعلَّمت مريم محبة المسيح عندما جلست عند قدميه في لوقا 10 في هدوء الحياة العادية، من ثم نراها في يوحنا 11 تسحب من رصيد هذه المحبة في وسط عواصف الحياة. لقد تمتعت هناك بمحبته في الشركة معه، وهي تستخدم محبته هنا في أحزانها. كل هذا نراه بوضوح في الرسالة التي بعثت بها هاتان الأُختان المُكرَّستان إلى المسيح.

إن إيمان هاتين الأختين يلمع بوضوح في هذه الرسالة القصيرة. لقد اتجهتا إلى الاتجاه الصحيح، وإلى الشخص الصحيح «فأرسلت الأُختان إليهِ»، ولقد استخدمتا الحُجة الصحيحة بقولهما: «يا سيد هوذا الذي تُحبُّه مريض». لم تكن حُجتهما هي محبة لعازر الضعيفة للرب، بل محبة الرب الكاملة للعازر؛ المحبة التي لن تسقط أبدًا.

كما أنهما قدَّمتا طلبتهما بالطريقـة الصحيحة أيضًا، لأنهما لم تقترحا على الرب ما ينبغي أن يعمله، ولم تطلبا من الرب أن يشفيه، ولا أن يأتي، أو حتى أن يقول كلمة لصالحهم. لقد بسطتا حزنهما أمام الرب، وألقتا بنفسيهـما عليه مُعتمدتين على محبته التي لا حدود لها. أ يمكن أن تخذلهما محبة الرب؟ كلا.

ولكن المحبة الإلهية تتخذ مجراها الخاص وطريقها الكامل؛ الطريق الذي قد يبدو غريبًا على العين الطبيعية. فلكي يُكمل الرب عمل نعمته فينا فإنه يستعمل أحزان الحياة، ولكي يُعمِّق محبته في قلوبنا فإنه يُعمِّق أحـزاننا أولاً. إن القديسين مدعوون للمجـد الأبدي بعدما يكونون قد تألموا يسيرًا ( 1بط 5: 10 ). وهكذا في طريقنا للمجد نستطيع أن نتمتع بأشعة مجده بشكل ألمع بعد فترة من الآلام. وهذا ما حدث للأُختين؛ فلقد كان عليهما أن تُعانيا الحزن لفترة قصيرة إذ تأخـر الرب ولم تصلهما كلمة واحدة منه. والأيام تمرّ وحالة لعازر تتدهـور، وظل الموت يزحف على البيت، وأخيرًا مات لعازر. لقد تألمتا لفترة، ولكنهما ستنظـران الآن مجده لأن هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله، ليتمجَّد ابن الله بهِ». للعيان كان هذا المرض للموت، ولكن في الحقيقة فإن هذا الموت قد استُخدِم لكي يُظهِر مجد المسيح وليُعظِّم نُصرته على الموت.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net