الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 30 أكتوبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التكريس ومظاهره
«في ذلك الوقت أفرز الرب سبط لاوي ليحملوا تابوت عهد الرب، ولكي يقفوا أمام الرب ليخدموه .. إلى هذا اليوم» ( تثنية 10: 8 )
لقد أفرز الرب سبط لاوي؛ أي خصصهم لنفسه، وصاروا مُقترنين به كمعنى اسم السبط ”لاوي“ أي ”اقتران“، وفي هذا صورة لِما ينبغي أن يكون عليه المؤمن، فهو مُكرَّس للرب بالتمام. وكما أن لاوي لم يكن له قسم ولا نصيب مع إخوته لأن الرب هو نصيبه، هكذا المؤمن الذي صار نصيبه الرب ولا سواه. هكذا قال إرميا: «نصيبي هو الرب قالت نفسي» ( مر 3: 24 ). ومن قبله آساف بعد أن دخل إلى مقادس الله، ورأى كل شيء جليًا، قال: «مَن لي في السماء؟ ومعكَ لا أريدُ شيئًا في الأرض» ( مز 73: 25 ). ومن بعده شهد الرب يسوع عن مريم التي جلست عند قدميه، وكانت تسمع كلامه «فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزَع منها» ( لو 10: 42 ).

وحقًا قال ”أليفاز التيماني“ لأيوب: «إن .. ألقيتَ التبرَ على التراب وذهَب أُوفير بين حَصَا الأودية. يكونُ القدير تبركَ، وفضة أتعاب لكَ. لأنك حينئذٍ تتلَذَّذ بالقدير وترفع إلى الله وجهَكَ» ( أي 22: 23 -26). فلنمتحن تكريسنا إن كان حقيقيًا أم مُزيفًا. هل نحن على استعداد أن نُضحي بكل شيء من أجل فضل معرفة المسيح يسوع، مثلما حسبها الرسول بولس وقال: «لكن ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبتُهُ من أجل المسيح خسارةً» ( في 3: 7 ). ويا ليتنا ـ وقد قمنا مع المسيح ـ أن نطلب ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله ( كو 3: 1 )، فنتمتع بما لنا فيه من ميراث وبركات روحية، ولا نرضى بالفُتات.

ودعونا نلقي نظرة على مظاهر التكريس، وبراهينه العملية في هؤلاء اللاويين بحسب النص الوارد في صدر المَقال:

(1) الشهادة: «ليحملوا تابوت عهد الرب»، الذي هو تابوت الشهادة.

(2) الخدمة: «لكي يقفوا أمام الرب ليخدموه». (3) السجود: «يُباركوا اسمَهُ».

وهذه الصور الثلاث هي ما نجدها في بيت عنيا، حيث صنعوا للرب عشاء، مُعبِّرين عن تقديرهم له؛ فكان لعازر أحد المتكئين معه (الشهادة)، ومرثا كانت تخدم بلا أنين، بل بفرح وعن طيب خاطـر (الخدمة)، ومريم تسكُب الطيب عند قدميه (السجود). وهذه المشاعر الثلاثة هي ما ينبغي أن تظهر في حياة المؤمن، وفي وقتٍ واحد: شهادة، وخدمة، وسجود. وهي دليل تكريس حقيقي لذاك الذي لأجلنا كرَّس نفسه، ولا زال.

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net