الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 نوفمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مؤمن قصير البصر
«لأن الذي ليس عنده هذه، هو أعمى قصير البصَر، قد نسيَ تطهير خطاياه السالفة» ( 2بطرس 1: 9 )
الشخص الذي تتكلَّم عنه هذه الآية، واضح أنه مؤمن حقيقي. فالآية لا تقول إنه لم يتطهَّر من خطاياه قط، ولا تقول أيضًا إنه بعد الخلاص فقدَهُ ولم يَعُد مُتطهِّرًا من خطاياه، بل تقول إنه: «قد نسيَ تطهير خطاياه السالفة». فقد تطهَّر، ولكنه نسيَ. ولذلك، يجب أن نفرِّق بين الحالة الواردة في هذه الآية، وبين الارتداد المذكور في عبرانيين 6، وأيضًا ما ورَدَ عن البذار الذي وقع على الصخـر، في مَثَل الزارع «الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح، وهؤلاء ليس لهم أصلٌ، فيؤمنون إلى حين، وفي وقت التجربة يرتَدُّون» ( لو 8: 13 ).

ففي الرسالة إلى العبرانيين6: 4- 8 المُرتدون هم الذين سقطوا عن الإيمان المسيحي لدرجة إنكاره، وبذلك «هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانيةً ويُشَهِّرونَـهُ» ولذلك فحالتهم ”مرفوضة“ ولا أمل فيها «لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة». أما في مَثَل الزارع، فالمُرتَّد هو الذي قَبِلَ الكلمة في عقله ووجدانه، ولكن لم تنفذ إلى ضميره. هؤلاء الذين يدَّعون التغيير، بدون التغيير الحقيقي، سرعان ما يسقطون. وحالتهم، وإن كانت صعبة، ليست ميئوسًا منها، لأنه يمكن فيما بعد أن يرجعوا إلى الله رجوعًا حقيقيًا.

أما في 2بطرس 1: 9 فالكلام عن المؤمن الحقيقي، وإذا خطر لأحد أن يسأل: هل يمكن أن يحدث هذا مع مثل هذا الشخص؟ نستطيع أن نُشير إلى حادثة مُحزنة في تاريخ بطرس نفسه، حيث كان صورة لِمَا يتكلَّم عنه في هذه الآية. أ لم نرى عمى بطرس عن ضعفه الشخصي في ليلة تسليم الرب يسوع، أوَ لم نرى قِصَر بصره عندما زجَّ بنفسه في هذا المكان الخطر، وسط أعداء سيده، ليتدفأ، وعندما «تفرَّست فيه (الجارية) وقالت: وهذا كان معه! فأنكره قائلاً: لستُ أعرفُـهُ يا امرأة!». بل إنه عندما تعرَّف عليه الحاضرون «ابتدأ يلعن ويحلف: إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه!». ونستطيع أن نرى هنا كيف أنه عاد إلى خطاياه السالفة من لعن وحلف، وأنه، في تلك اللحظة على الأقل «قد نَسيَ تطهير خطاياه السالفة»؛ قد نسيَ أن الرب سبق أن طهَّر خطاياه.

ومن الواضح أن التلاميذ تساءلوا: هل بطرس هو واحد منهم حقًا؟ ولذلك، كانت الرسالة من الملاك في القبر الفارغ إلى النساء المُبكِّرات لتحنيط جسد يسوع «اذهبنَ وقُلنَ لتلاميذه ولبطرس» ( مر 16: 7 ). هذا لكي يُزيل شكّهم جميعًا في دعوته واختياره.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net