الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 نوفمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عيناكِ حمامتان
«ها أنتِ جميلة يا حبيبتي، ها أنت جميلة. عيناكِ حمامتان» ( نشيد 1: 15 )
«عيناكِ حمامتان» .. هذا الوصف نفسه قد وصَفت به العروس عريسها ( نش 5: 12 )، فنفس الجمال الذي له يراه هو في عروسه. «عيناكِ حمامتان» أو ”لكِ عينا الحمام“. أَمَا كنا أولاً في حالة العمى الروحي؟ «إله هذا الدهـر قد أعمى أذهان غير المؤمنين» ( 2كو 4: 4 )، ولكنه قد أعطانا بصيرة لنعرف الحق «كنت أعمى والآن أُبصر». والبصيرة التي أعطاها لنا لها صفات الحمام الجميلة، أي الطهارة والبساطة والإخلاص. ليتنا إذن في كل حين نستخدم عيوننا وأبصارنا في النظر إلى جماله والتفرُّس فيه، وكلَّما أطَلنا الشخوص إليه كلَّما ازدادت عيوننا استنارة «بنورِك نرى نورًا» ( مز 36: 9 ). ولا شيء يؤثر على عيوننا ويضعف بصيرتنا الروحية سوى النظر إلى أباطيل الحياة الكاذبة «ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى، بل إلى التي لا تُرى. لأن التي تُرى وقتية، وأما التي لا تُرى فأبدية» ( 2كو 4: 18 ). أما إذا انحصرنا في النظر إلى رئيس إيماننا، وتأملنا في كمال سجاياه، تظهر صفاته السامية في حياتنا العملية. هبنا يا إلهنا أن تكتحل عيوننا برؤيتك فنبتهج بفرح لا يُنطَق به ومجيد.

يا ربُّ حوِّل نظري عن كلِّ منظرٍ هُنا
فكل منظر سواك فيه المرارُ والعَنا

إن ما نعرفه في كلمة الله عما يرمز إليه الحمام له أهميته البالغة، فمن الأصحاح الثامن من سفر التكوين، وحتى أزمنة العهد الجديد، تشغل الحمامة مكانًا هامًا في الكلمة، فنراها أولاً في صِلتها بفُلك نوح وورقة الزيتون، والأول رمز للخلاص، والأخرى لسلام الله. فلمَّا كانت مياه الدينونة لا تزال على الأرض لم تجد الحمامة مقرًا لرِجلها، فرجعت إلى الفلك لأن العالم الذي تحت الدينونة ليس مكان راحتها، كما أنها رجعت إليه في المرة الثانية، وفي فمها ورقة زيتون خضراء. ثم إذ نتقدَّم في التاريخ نرى الحمامة كانت بمقتضى حكم الناموس تُقدَّم ذبيحة لله، فهي من هذه الناحية رمز للرب يسوع المسيح، كما أنها رمز للروح القدس ( يو 1: 32 ). ويُقال أيضًا إن الحمامة إذا غابت عن أليفها تجلس في وحدتها وتهدر نائحة ( إش 38: 14 مت 10: 16 ). من هذا كله نرى أن الحمامة ترمز إلى البساطة والطهارة والتسامح والأمانة، فحينما تكون عين المسيحي بسيطة كعذراء مُثبَّتة أبدًا على المسيح، حينئذٍ يمكن أن يُقال: «عيناكِ حمامتان» أو ”لكِ عينا الحمام“. ويا ليتنا جميعًا نكون «بسطاء كالحمام» (مت10: 16).

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net