الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 16 نوفمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوسف والمسيح
«إنما إذا ذكرتني عندك حينما يصيرُ لكَ خيرٌ، تصنع إليَّ إحسانًا وتذكـرني لفرعون، وتخرجُني من هذا البيت» ( تكوين 40: 14 )
في تكوين 40 نقرأ أنَّ يوسف، بعد أن فسَّر الحُلم لرئيس السقاة، طلب منه أن يذكـرَهُ أمام فرعون، ويُمكننا أن نرى في هذا الأمر نقطة الضعف الوحيدة في حياة يوسف، التي كانت كلها ناصعة وجميلة، فلقد أراد أن يتدخَّـل رئيس السُقـاة لصالحه عند فرعون ليُخرجه من بيت السجن الذي دخله ظلمًا، ويذكر لنا آخر الأصحاح أنَّ رئيس السُقاة خيَّب ظن يوسف، إذ لم يذكرَهُ بل نسيه. ولقد كان على يوسف أن يتعلَّـم أن الأزمنة والأوقات ليست في يد رئيس السقاة، ولا في يد يوسف، ولا هي حتى في يد فرعون، بل هي في يد الله. يقول المرنِّم: «إلى وقت مجيء كلمَته. قول الرَّب امتحَنَهُ» ( مز 105: 19 ). أمَّا بالنسبة للمسيح فإنَّه لم يكن محتاجًا لأن يتعلَّم هذا الدرس، ولا أن يُذكِّـره به أحد، فهو الذي قال لتلاميذه، بعد قيامته من الأموات، عن موعد المُلكْ: «ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سُلطانه» ( أع 1: 7 ).

لقد انتهت السبعون سنة لسيادة بابل على الأُمم، وكان كل شيء على ما يُرام، إلى الدرجة التي جعلت الملك يعمل وليمة عظيمة يدعـو إليها ألف عظيم في مملكته. وقبل الصباح كانت المملكة قد زالت، وقُتِل الملك، وتولَّى الفُرس مقاليد الأمور في الدنيا (دا 5).

وعند كمالة السبعين سنة للأُمة في السبي البابلي، جاء يوم كباقي الأيام، وإذا بكورش الفارسي يصدر مرسومًـا: أنَّ مَن يريد من الشعب أن يرجع إلى أورشليم ليبني بيت إلهه يمكنه أن يذهب (عز1؛ دا9).

وهنا بالنسبة لقصة يوسف، كانت الليلة التي حلم فيها فرعون حلمين، ليلة عادية. في السجـن كانت ليلة مثل كل الليالي على يوسف، وفي مصر وفي كنعان أيضًا كانت ليلة عادية كغيرها من الليالي، وما كان أحد يدري أنَّ الله في تلك الليلة بالذات قد قام ليخلِّص المظلوم ويُنصفه! وليس ذلك فقط، بل ليتمِّم كل ما سبق أن قاله عن يوسف منذ سنينٍ كثيرة. فإذا كان الله أمينًا بالنسبة لِما قاله من جهة مُلكْ يوسف ومجده، فكم بالحري من جهة الذي هو رَجُل مشوراته، ربنا يسوع المسيح!

لقد أعطى الله الحُلم لفرعون في الليل، وقبل غروب شمس النهار كان يوسف على العرش، وكان جميع المصريين يسجدون له! وهكذا عندما تأتي ساعة الله، سيُتمِّم مقاصده في سرعة مُذهلة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net