الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 17 نوفمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أهمية الأمور الصغيرة
«لأنه مَن ازدرى بيوم الأمور الصغيرة» ( زكريا 4: 10 )
بينما كنت أقرأ قصة جدعون (قض6-8)، انتبَهت فجأةً إلى عُظم عدد الأعداء المُتكتلين ضد جيشه الضئيل المُكوَّن من 300 رجل. وحسب قضاة 8: 10 كان عدد جيش ”بنى المشرق“ مكوَّن من 135000 جندي. فكانت النسبة 450 إلى 1! أتكلَّم إنسانيًا؛ لقد كان جدعون مُتهورًا ليقود معركة تحرير ضد جيش مثل هذا. ولكننا نعرف القصة كاملة؛ لقد بدأ جدعون بالفعل بجيش مكوَّن من حوالي 32000 جندي مما كان ليُحسِّن احتمالات إحراز انتصار. لكن كانت لدى الله خطط أخرى لغربلة وتنقية هذا الجيش إلى 300 رجل فقط. لماذا؟ ليمنع الإسرائيليين من أن يعـزوا فضل النصر لأنفسهم.

إننا نجد مبدأ الاحتمالات المستحيلة عبر كل الكتاب. فإبراهيم ومعه 318 من خدامه المُتمرِّنين انتصروا على جيوش أربعة ملوك لينقذوا لوطًا. إننا لم نُخبَر بمدى ضخامة وقوة جيوشهم، لكن هؤلاء الملوك الأربعة شعروا بعُظم جيوشهم، حتى إنهم بدأوا حربًا ضد خمسة ملوك آخرين؛ فبلا شك أن تعداد قواتهم كانت بالآلاف. وإن كنا لم نُخبَر بتفاصيل كثيرة عن المعركة، لكن ملكي صادق قال لإبراهيم: «الله العلي .. أسلَمَ أَعداءَك في يَدِكَ» ( تك 14: 20 ).

ومثال آخر جدير بالذكر لهذا المبدأ هو عودة مجموعة صغيرة من الإسرائيليين المسبيين في عزرا 2 دون أن يكون معهم جيش كبير ليحميهم وهم مُسافرون. وبالمقارنة بأيام مجد إسرائيل، كان هذا العدد العائد يبدو تافهًا وبالتأكيد ضعيفًا أيضًا، لكن بلا شك أنه كانت لدى الله خطة مُعيَّنة، وقصد من نحوهم. وفي حجي 2: 3 تكلَّم الرب إلى زربابل وإلى الشعب قائلاً: «مَن الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الأوَّل؟ وكيف تنظرونه الآن؟ أمَا هو في أعيُنكم كلاَ شيء!» هل كان هذا التوبيخ لطيفًا؟ هل أُحبط زربابل والشعب لأن مجهوداتهم فى إعادة بناء الهيكل كانت دون مستوى مجهودات سليمان؟ واضح أن بعضًا من الشيوخ الذين كانوا يذكرون الهيكل الأول، أُصيبوا بخيبة أمل، فبكوا لمَّا رأوا الأساسات الجديدة، أمَّا الأجيال الأحدث ففرحـوا بما قد أُنجـز ( عز 3: 13 ).

ربما يشعر البعض منَّا اليوم بالإحباط بسبب مجهوداتنا الضعيفة في خدمة الرب، وربما يبدو عملنا تافهًا مقارنةً بخدمات مؤمنين آخرين، لكننا بحاجة لأن نتذكَّـر أن الله دعانا لخدمة مُحدَّدة، والأمر يرجع له سواء نَمَت خدمتنا أو بقيت كما هي أو تقلَّصت.

س. و. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net