الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 18 نوفمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اعتزلوا
«اخرجوا من وسَطهم واعتزلوا .. ولا تَمسُّوا نجسًا فأقبلكم، وأكـون لكم أبـًا، وأنتم تكونون لي بنين ..» ( 2كورنثوس 6: 17 ، 18)
إن العصيان يجعل الكثيرين من أولاد الله يخسرون حق التمتع بحضور الله الظاهـر، وبالفـرح وبالقوة اللذين يعنيهما حضوره. يوجد كثيرون مع أنه قد كُشف لهم الحق بخصوص وجوب الانفصال عن العالم وبخاصة أنظمة الناس الدينية، إلا أنهم يستمرون فيها، وتكون النتيجة حرمانهم من التمتع بابتسامات الرب الطيبة.

في 2كورنثوس 6: 16- 18 نرى الله مُكلِّمًـا أولئك الذين هم أبناؤه وبناته بالميلاد الثاني، مُشدِّدًا عليهم بالانفصال عن كل نير متخالف، ليكون إلهًا لهم، وليكونوا هم شعبه، وحتى يقبلهم ويكون لهم أبًا، وهم يكونون له بنين وبنات. وهذا يعني بالتأكيد أن بعضًا من شعبه يزجُّون بأنفسهم حيث لا يستطيع الله أن يتعامل معهم كآب، أو أن يتصرَّف معهم كخاصته كما يريد دائمًا.

إن تاريخ إبراهيم ولوط يوضح لنا نفس هذا الدرس. فهناك في مركز الانفصال على سهول مَمرا يتمتع إبراهيم بفرح وشرَف إضافة ربنا يسوع قبل تجسُّده. وقد قَبِلَ الرب ضيافته وكَرَمه، وحينئذٍ صرَّح لإبراهيم بما كان مُزمعًا أن يفعله بسدوم وبمدن الدائرة.

أما لوط فكان ساكنًا في سدوم. نعم هو أيضًا عزيز لدى الله، ولا يتركه يهلك مع الفجار، ولكنه كالكثيرين من مؤمني الوقت الحاضر، كان يحاول تحسين المدن التي لا تعرف الله، والتي ما كان ممكنًا تحسينها بأي حال. ولو أنه كان في المركز الذي كان فيه إبراهيم لعَلم فكر الرب عن هذا الأمر، ولَمَا عذَّب نفسه البارة. وكل ما استطاع أن يعرفه عن دينونة الله لتلك المدن، عرفَهُ بعدما عجَّله ملائكة الله للخروج منها. فالرب لم يذهب إلى هناك، وحتى الملائكة كانوا مُحجمين عن قبول ضيافته لهم في سدوم. وا أسفاه! إنه يوجد كثيرون يُشبهون لوطًا في أيامنا هذه. رجال ونساء مُخلَّصون ومُخلَّصات، ولكنهم لجهلهم بكلمة الله، أو لعصيانهم عليها، يُحاولون باجتهاد تحسين العالم! والشيء الواحد الذي سيجعلهم يُدركون طبيعة هذا العالم التي لا تقبل التحسين هو اختطافهم منه عند مجيء الرب.

ربما لم يجد إبراهيم على سهول مَمرا ما يلّذ للطبيعة كما وجد لوط في سدوم، ولكنه استطاع أن يُعوَّض عن ذلك بما هو أفضل، بالشركة مع الله، وبالفطنة الروحية التي اكتسبها من الشركة مع الله. إن الله دائمًا يُعلن فكره للذين يَسعون للسلوك بالانفصال له.

وليم بنز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net