الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 20 نوفمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الوداعة الحقيقية
«الرب يرفع الودعاء، ويضع الأشرار إلى الأرض» ( مزمور 147: 6 )
كثيرون منَّا يخلطون بين الوداعة والضعف، ولكن ثَمة تمايُز بينهما. الوداعة هي احتمال الأذى بصبر دونما مقاومة، حتى عندما تكون قادرًا على الرَّد. المسيحي الوديع يُحيل كل المشاكل والشتائم والمظالم والمضايقات، إلى الرب، ويتَّكِل عليه للحماية والدفاع والمدَد. المؤمن الوديع يفهم ويمارس المبادئ الواردة في رومية 12: 17- 21 «لا تُجازوا أحدًا عن شرٍ بشر ... إن كان مُمكنًا فحسب طاقتكم سَالموا جميع الناس. لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء ... فإن جاعَ عدوك فاطعمه. وإن عطش فاسقهِ .. لا يغلبَنَّك الشر بل اغلب الشر بالخير».

وقد أظهر إسحاق وداعته عندما طم الفلسطينيون الآبار أو نازعـوه عليها. لم يُقابل إسحاق الأذى بمثله، مع أنه يستطيع! ولقد اعترف الفلسطينيون: «لأنك صرتَ أقوى منَّا جدًا» ( تك 26: 16 ). ولحرص إسحاق على السلام لم يحارب لأجل حقوقه. كان بمقدوره أن يلجأ إلى المعاهدة التي أبرَمها أبوه إبراهيم مع الفلسطينيين ( تك 21: 22 - 34). ولكن اتباعًا للسلام تحمَّل عداوة الفلسطينيين بوداعة.

وتكوين 26: 19 يُخبرنا أن «حفرَ عبيد إسحاق في الوادي فوجدوا هناك بئر ماء حي». ولمَّا خاصم أهل جرار عبيد إسحاق من أجله، تخلَّى إسحاق عن مصدر الماء الثمين طواعية ودون عراك، رغم ندرة الماء هناك. وهكذا أظهر إسحاق وداعة أصيلة. لقد تعلَّم أن الله جدير بالثقة، وأنه ينبغي أن يتكل عليه آمنًا، وأن يستودع أموره لله.

كان ربنا يسوع وديعًا «الذي إذ شُتمَ لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألمَ لم يكن يُهدِّد». كان بمقدوره أن يُقابل الأذى بمثله. بكلمة واحدة كان يقدر أن يبيد أولئك الذين اضطهدوه، ولكن عوضًا عن ذلك «كان يُسلِّم لمَن يقضي بعدل» ( 1بط 2: 23 ).

علينا نحن أيضًا أن نكون ودعاء. ولكن ذلك ليس دائمًا سهلاً، فالوداعة الحقة ليست هي الاستسلام لشروط الخصم لأنه أقوى منَّا. الوداعة الحقة لا تعني أن نصير مثل ”المدَاس“ الذي يطأه كل أحد. الوداعة الحقة تعني اختياريًا ألاَّ نرُّد الصاع بالصاع حرصًا على السلام. ومن 1كورنثوس6: 7 نرى أنه يمكن أن يُخطأ في حقنا أو نُسلَب، ولكن «لماذا لا تُظلَمون بالحري؟ لماذا لا تُسلَبون بالحري؟».

ديفيد ريد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net