الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 25 نوفمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فرح القداسة
«أحبَبت البر وأبغضت الإثم. من أجل ذلك مسحَكَ الله إلهكَ بزيت الابتهاج أكـثر من شركائكَ» ( عبرانيين 1: 9 )
ما الكلمات التي ترتبط في ذهنك مع القداسة؟ هل يمكن للسعادة أن تكون إحدى هذه الكلمات؟ فكِّر في الأمر بطريقة أخرى: حين تُفكِّر في أمور تُسعدَك، هل تُفكِّر في القداسة؟

إننا قد نُصوِّر الشخص الذي يحمل محبة شغوفـة للقداسة وكُره شديد للخطية، كشخص غير سعيد، مُتزمت ومُتصلِّـب. وفي الحقيقة، لا شيء أبعد عن الحقيقة من ذلك، فنتائج حياة الرب يسوع المقدسة كانت سعادة غامـرة؛ سعادة تفوق تلك التي في داخل أي شخص ممَّن حولـه. هذه كانت الحقيقة مع الرب يسوع، وستكون الحقيقة مع كل شخص، مثل الرب يسوع، يحب البرّ ويُبغض الإثم.

أتذكَّـر أول مرة استمَعت إلى ”كالفن هانت“ وهو يُشارك قصته. لسنوات طويلة عاش هذا الشاب نمَط حياة غير مسؤول ومُدمـر، كمُدمن كوكايين. ثم تقابل مع نعمة الله المُخلِّصة والمُغيِّرة، التي لا تُقاوَم. في ذلك اليوم ـ كما يشهد ”كالفن“ـ انطلق منه فرح لا يُمكِن كبح جماحه؛ فرح عمل الله المُطهِّر لحياته، ورفعَ صوتـه، ورنَّم الترنيمة التي ميَّزته فيما بعد: ”أنا طاهـر، أنا طاهـر، أنا طاهـر!“

لماذا تظهر القداسة وكأنها بعض الفروض الصارمـة، أو حِمْل يَصعُـب نقله، في حين أن حقيقة معنى كوننا قديسين، هي أن نكون طاهرين، وأن نتحرَّر من ثقل وعبء الخطية؟! لماذا نتشبَّث بخطيتنا بعد، في حين أنه ما كان أبدًا للأبرص أن يقبل التمسُّك بجروحه المتقيّحَـة، بعد أن جاءته الفرصة للتطهُّر من بَرَصه؟

إن اتّباع القداسة هو تحرُّك نحو الفرح؛ فرح أعظم بما لا يُقاس بأي مُتعة أرضية. ومقاومة القداسة أو اتباعها بنصف القلب هو في الحقيقة خسارة للفرح الحقيقي، والرضا بشيء أقل من الغرض السامي الحقيقي الذي لأجله خُلقنا، لأنه إن عاجلاً أو آجلاً، ستتسلَّل الخطية وتسرق منك كل شيء جميل ومرغوب بحق. إذا كنت ابنًا لله، فأنت قد خَلُصت للتمتع بثمر القداسة الحلو؛ للسير في شركة وتوافق مع أبيك السماوي، لتستمتع بحضرتـهِ، وتفرح في نعمتهِ، لمعرفة فرحة امتلاك أيدٍ نظيفة وقلب نقي وضمير مُطهَّر، ويومًا ما، لن تخجل منه في مجيئه. فلماذا ترضى بأقل من ذلك؟

نقِ قلبي ولساني وأزلْ مني العيوبْ
وأستلم مني كياني يا مُطهرَ القلوبْ

نانسي لي دي موس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net