الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خوذة الخلاص
«وخذوا خوذة الخلاص» ( أفسس 6: 17 )
الخُوذَةُ هي القطعة من السلاح المسؤولة عن حماية الرأس. وتُذكَـر في سلاح الله الكامل باعتبارها «خُوذَة الخلاص» ( أف 6: 17 ). وتُسمَّى أيضًا «خوذَة هي رجاء الخلاص» ( 1تس 5: 8 ). وهي تعني روحيًا:

أولاً: أن نمتلئ باليقين من الخلاص الأبدي الذي نلناه عند قبولنا الرب يسوع مُخلِّصًا. فالمسيح «صارَ لجميع الذين يُطيعونَهُ، سبب خلاص أبدي» ( عب 5: 9 ). والخلاص مضمون كوعد الرب يسوع «خرافي ... أنا أُعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد» ( يو 10: 27 - 30).

ثانيًا: الخوذة أيضًا تعني وضع ثقتنا في الرب أننا لا بد أن ننتصر في حروبنا مع العدو. فالرب يسوع هو قائدنا الغالب والمنتصر «فرأى أنه ليس إنسانٌ، وتحيَّـرَ من أنه ليس شفيعٌ. فخلَّصَت ذراعُهُ لنفسه، وبرُّهُ هو عضدَهُ. فلبسَ البر كدرع، وخوذَة الخلاص على رأسه» ( إش 59: 16 ، 17). فمهما كانت الحرب قاسية، والمعركة حامية، فالمؤمن لا يرهَـب ولا يفقد شجاعته، لأنه يعلَم أن النُصرة في النهاية مؤكدة له، وهتافنا في معاركنا: «إن كان الله معنا، فمَن علينا؟» ( رو 8: 31 ).

والرسول بولس كان مُرتديًا خوذة الخلاص دائمًا، وفي آخر كلمات له مُسجلـة في الوحـي، يقول: «في احتجاجي الأول لم يَحضُر أحدٌ معي، بل الجميع تركوني ... ولكن الرب وقفَ معي وقوَّاني، لكي تُتَمّ بي الكرازة، ويَسمَع جميعُ الأُمم، فأُنقذت من فم الأسد. وسينقذني الرب من كل عملٍ رديء ويُخلِّصني لملكوته السماوي» ( 2تي 4: 16 - 18). وبهذا يُعلن أنه يضع كل رجائه في الرب أن ينقذه من كل عمل رديء؛ أي من إسكاته عن الشهادة. فهو لا يُشير هنا إلى موته، بل يعتبر الموت هو الخلاص النهائي للملكوت السماوي. ولا شك أنه استمر في الشهادة للرب حتى قُطعت رأسه.

ثالثًا: ارتداء خوذة الخلاص أيضًا يعني امتلاء الفكر بالترقب والاشتياق لمجيء الرب للخلاص النهائي. لا مجرَّد معرفة ذهنية، بل اقتناع عميق بالاغتراب والتلهُّف لشخص المسيح، ورؤيته بالإيمان آتيًا سريعًا لأخـذ كنيسته إليه، ثم بعد ذلك لإخضاعه لكل شيء تحت قدميه. ويا لها من أفكار مُشجعة! «فلا نَنَمْ إذًا كالباقين، بل لنسهَر ونَصْحُ ... فلنَصْحُ لابسين درع الإيمان والمحبة، وخوذَةً هي رجاء الخلاص» ( 1تس 5: 6 - 8).

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net