الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 20 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَن لمسَ ثيابي؟
«قال: مَن لمسَ ثيابي؟ ... وكـان ينظـر حولـهُ ليرى التي فعلت هذا» ( مرقس 5: 30 - 32)
لقد كانت تلك لحظة خطيرة مع المرأة نازفة الدم، وأيضًا فرصة للمحبة المتدفقة من قلب الرب المملوء بالنعمة والحق. فالرب يسوع كان في طريقه إلى بيت رئيس المجمع الذي قيل عن ابنته إنها «على آخر نَسَمَة». ولكن حالة هذه المرأة المحتاجة كانت شيئًا هامًا، حتى إن الرب يسوع لفت انتباه كل الجمع إليها. لقد جاءت من ورائه لتلمس ثوبه، ولكن بهذا الجلال المُفعَم بالنعمة تحوَّل والتفت بين الجمع وقال: «مَن لَمَس ثيابي؟». إنه لأمر مبارك أن نتأمل في طرق الرب هذه. فخاطئ برهن على قوة يسوع للشفاء، ويجب أن يُلفَت انتباه كل الجمع، وأن تتوقف الرحلة العاجلة في هذه اللحظة، بينما المرأة الخائفة المُرتعدة قد اطمأن قلبها، ويجب أن تُنشَـر الشهادة المُمجِّدة للمسيح. لقد قال الرب يسوع صاحب القلب الرقيق: «مَن لَمَسَ ثِيَابِي؟»، وهكذا أفرز هو الخاطئ الذي آمن بين الآلاف لأن نفسها يجب أن تتعلَّم المزيد عن الاقتراب العميق والأبدي مع ابن الله الذي أُحضرَت بالإيمان إلى محضره. وكان لا بد أن يجعلها تشعر أن مكانها ليس وراء الرب، بل أن تقف أمامه بثقة كاملة، وبيقين لا تحجبه شكوك. آه يا قارئي العزيز، حينما يُصبح الرب يسوع معروفًا في قوة شفاء دمه لأي نفس مضروبة بالخطية، فإن معرفة حميمة أبدية قد بدأت، وسيُظهر ربنـا يسوع – كما فعل لهذه المرأة – شيئًا من كرامته وبركاته التي أُجزلت إلينا بنعمته. ولسوف يجعلنا نعرف الهِبات والبركات المُعطاة لنا مجانًا من الله، ويقول لنا: ”أنت لي، ولن أتركك قط، وسأُقيمك وأباركك .. إلخ“.

لقد جاءت هذه المرأة المحتاجة سرًا من وراء الرب يسوع، ولكن الرب وضعها علانيةً أمامه. كان لا بد أن يحدث تعامل مع يسوع، وأن نتعلَّم دروس نعمته الشافية سرًا، قبل أن يُعترَف به حقيقةً أمام الناس. لقد التفت يسوع بين الجموع، وسمعت صوته، وأفرزتها عينه المُحبة من بين الآلاف المتجمعين، فخرَّت أمامه، وقالت له الحقيقة كلها من قلبها المعترف بجميله «وأخبرَته قدام جميع الشعب لأي سبب لمسَتهُ، وكيف برئت في الحال» ( لو 8: 47 ). نعم كانت خائفة ومُرتعدة، كما أقرّ أنا وأمثالي بما شعرنا به عندما تركنا أولاً صفوف عدم الإيمان، ووضعنا أقدامنا تحت ملجأ نعمة عمانوئيل المُحتقَرة من الأرض.

هـ. هـ. سنل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net