الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 23 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُباينة هامة
«ظهر له الرب .. وهو جالسٌ في باب الخيمة ..» ( تكوين 18: 1 )«وكان لوط جالسًا في باب سدوم» ( تكوين 19: 1 )
يا للمُباينة بين إبراهيم ولوط! ففي تكوين 18: 1 نرى إبراهيم جالسًا «في باب الخيمة وقت حَرِّ النهار» بينما في تكوين 19: 1 نرى لوطًا جالسًا «مساءً ... في باب سدوم». الأول في وضع ينطق بطابع الغُربة، والثاني لا يُرَى فقط في العالم، بل يُرَى أيضًا مُساهمًا في تصريف أموره، جالسًا في الباب، مكان الحكم والقضاء.

في أول الطريق كان لوط في مركز الانفصال، كإجابة لدعوة الله، وإن كان في هذه الحالة سائرًا بتأثير رِفقة إبراهيم، وليس بتأثير التدريب الشخصي والإيمان بالله ( تك 12: 4 تك 13: 12 ، 5). ثم إذ حدث اضطراب في جو العلاقة بينه وبين إبراهيم، تخلى لوط عن طريق الانفصال، واختار دائرة الأردن التي رأى أن جميعها سقي ونقل خيامه إلى (أو مقابل) سدوم (تك13: 12)، ثم سكن في سدوم (14: 12)، وأخيرًا نقرأ أنه كان جالسًا في باب سدوم (19: 1).

وسدوم التي وجـدَ فيها لوط لنفسه مكانًا مُوقَّـرًا، ومركزًا محترمًا كحاكم، كانت مدينة مَقضيًا عليها، وها جاء يوم القضاء. ومن أقوال الرب المذكورة في إنجيل لوقا نرى هذا المشهد المُريع إن هو إلا ظل للدينونة المُزمع صبَّها على هذا العالم الحاضر الشرير، إذ نقرأ «كما كان في أيام لوط ... هكذا يكون في اليوم الذي فيه يُظهَر ابن الإنسان» ( لو 17: 28 - 32).

وما هي الحالة التي كانت عليها سدوم والتي بسببها استوجَـبت قضاء الله؟ نجد شيئين اتصفت بهما هذه المدينة: فأولاً، كان أهلها أشرارًا وخطاة لدى الرب جدًا (13: 13). وثانيًا، كان المؤمن الحقيقي الموجود فيها شاغلاً مركزًا مرموقًا، وهو في ارتباط مع أهلها الخطاة، يحكم ويُنظِّم في العالم. إذن قد انطفأت الشهادة، وهذه الحالة تُسرع بتدبير النعمة إلى نهايته. فليس فقط شر العالم هو الذي سيُنهي يوم النعمة، بل عندما يُرى المؤمنون الحقيقيون وقد انطفأت شهادتهم، لا تكون النهاية في هذه الحالة ببعيدة.

نقرأ تحذيرًا واضحًا للرسول بولس: «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين» ( 2كو 6: 14 )، لكن ماذا نرى حولنا اليوم؟ إننا لا نرى فقط عالمًا مملوءًا بالظلم والشر، لكننا نرى أيضًا مؤمنين حقيقيين يتصرفون ضد تعليم كلمة الله الصريحة، نراهم في شركة مع غير المؤمنين الذين يهزأون بأقوال الله! «آمين. تعالَ أيها الرب يسوع».

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net