« أفعل شيئًا واحدًا: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام، أسعى نحـو الغرض..» ( فيلبي 3: 13 ، 14)
ما هو هذا الشيء الذي يجب أن نفعله؟ أولاً: أن ننسى ما هو وراء، وهذه هي الناحية السلبية؛ أي أن نخلع ونتخلَّص من كل ما يعيق سعينا إلى الأمام؛ عاداتنا القديمة، وعلاقاتنا بالعالم، وأفكار الكبرياء التي عندنا، ومحبة الذات والأنانية. وبالإجمال يجب أن ننسى كل ما يتعلَّق بحالتنا القديمة.
ثانيًا: نمتد إلى ما هو قدَّام، نسعى نحو الغرض، وهذه هي الناحية الإيجابية التي نُظهَر فيها أننا أبناء حقيقيون لله وجنود صالحون ليسوع المسيح. فلا يجب أن نسير في خوف وخجل ونعثر ونخطئ الطريق. كلا، إن المسيحية الحقيقية ليست سلبية، بل إنها حياة إيجابية يجب أن نحياها بحسب فكر الرب.
ويجب أن تتصف حياتنا المسيحية بالقوة (نمتد)، والنشاط (نسعى)، والمثابرة (نحو الغرض).
القوة: وهي تعني أن يكون لنا التصميم لأن نتبع الرب في أي مكان، ونحفظ ذواتنا بلا دنس من العالم وشهواته. إنها تكريس حياتنا للرب حتى يمكن أن يستخدمنا استخدامًا نافعًا. وهي أيضًا تثبيت إيماننا الذي يعتمد على الله الكُلي القوة وعلى مواعيده بالرغم من العوائق والمصاعب.
النشاط: يجب أن يظهر في دموعنا من أجل النفوس الهالكة. وصلواتنا غير المنقطعة لأجل جميع القديسين، وشجاعتنا للاعتراف بالمسيح بمجاهرة أمام العالم، لنُخبر بالخلاص الذي يعطيه لكل مَن يؤمن به؟
المثابرة: وهي الانتظام في كل هذه الأشياء. فنستمر في الصلاة بمواظبة إلى أن نحصل على الإجابة. ونكرز ببشارة الإنجيل باجتهاد.
وفي الختام يضيف الرسول بولس قائلاً: «أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العُليا».
أحبائي .. ليت حياتنا تُظهر تصميمنا على قولنا: «أنسى ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض».