الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 30 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أُناس ينتظرون سيدهم
«لتكن أحقاؤكم مُمنطقة وسُرُجكم موقدة، وأنتم مثل أُناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس» ( لوقا 12: 35 ، 36)
«لتكن أحقاؤكم مُمنطَقة وسُرُجكم موقَدة» (ع35). وهنا نلاحظ شيئين يليقان بنا ونحن نجتاز في هذا العالم: المنطقة والسراج. في السماء لا تعوزنا المنطقة ولا ينقصنا النور. لكننا نحتاج إليهما هنا، ذلك لأننا لا نستطيع أن نترك العنان لانفعالاتنا وعواطفنا لكي تنطلق هنا، أما هناك فإنها سوف تتحرَّر من القيود والضوابط إذ يكون كل شيء يومئذ على توافق مع حضرة الله، ونكون قد طرحنا ذلك الشيء الذي يسعى للحصول على السمو في العالم، كما أننا سوف لا نكون بحاجة إلى السراج. فهل نحن على الصورة التي أرادها سيدنا العزيز؟ هل الحيوية مشتعلة في عواطفنا؟ أ يستطيع العالم أن يرى في كل واحد منَّا صورة إنسان ينتظر المسيح؟ من الجائز أن يُقال: نعم نحن ننتظره فعلاً. لكن هل يُنشئ فينا هذا تأثيرًا أدبيًا ينطبع على أخلاقنا وعاداتنا؟ ادرس حالة إنسان ينتظر سيده، كيف تكون كل تصرفاته؟ الكل عنده على أتم الاستعداد: العين مُتحرِّرة، القلب مُنطلق، والعواطف متعلِّقة بالسماء التي منها يأتي سيده العزيز. وهكذا ينبغي أن نكون: مظهَرنا نفسه يجب أن يكون شاهدًا للعالم، وحقائب السفر ـ إن جاز لنا أن نقول ـ مُعدَّة، ونحن أنفسنا نكون في انتظار المسيح. إن هذه العبارة التي خرجت من شفتي سيدنا «مثل أُناس ينتظرون سيِّدهم» هي كلمة عملية، إذ ينبغي أن تكون الانطباعة الأدبية لهذا الانتظار مُتجليَّة في أعمالي وكل أحوالي.

«طوبى لأُولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين» .. وبعد ذلك ينطق الرب بهذه الكلمات العجيبة «الحق أقول لكم: إنه يتمنطَق ويُتكئهم ويتقدَّم ويُخدمهم». لنفكِّر في نعمة قلبه، ذاك الذي وهو يُوقظ بروحه واجب السهر والانتباه فينا، يُجازينا على ما هو في الواقع ثمرة محبته. ما هو السهر؟ إنه الصدى لمحبة ذاك الذي لا يتوقف سهره علينا. ومن أجل ذلك يجب ألَّا نستكين للنوم والراحة، يجب أن نكون ـ روحيًا ـ في كامل اليقظة. وتبارك اسمه، ففي يومٍ قادم سوف يعفينا من العمل، وكأنه يقول: الآن تستطيعون أن تتكئوا، فأنا آتي لكي أخدم. نعم يا أخي، فإن المسيح الرب لن يتخلَّى عن مكان الخدمة. ويا له من أمرٍ جديرٍ بالسجود أن ابن الله قد جاء إلى هذا العالم وصار عبدًا، خادمًا، لا يخلع ثياب الخدمة!

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net