الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 31 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلمة الحياة
«الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعُيُوننا، الذي شاهدناه، ولمسَتهُ أيدينا» ( 1يوحنا 1: 1 )
بحقيقة أن «الكلمة صارَ جسدًا وحلَّ بيننا» ( يو 1: 14 )، صار ـ تبارك اسمه ـ في متناول إدراك ثلاثة من الخمسة الحواس التي ميَّز الله بها الإنسان. فيقول يوحنا اختباريًا «الذي سمعناهُ، الذي رأيناهُ بعيُوننا، الذي شاهدناه، ولَمسَتهُ أيدينا». فقد كان في إمكان التلاميذ أن يسمعوه، ويروه، ويلمسوه. والسمع يأتي أولاً، لأنه في حالتنا الساقطة، يُكلِّمنا الله عن طريق هذه الحاسة بالتحديد «الإيمان بالخبَر (بالسمع)، والخبَر بكلمة الله» ( رو 10: 17 ). وهكذا، أولاً: سمع الرسل «كلمة الحياة»، وبذلك استطاعوا أن يُدركوه.

بل هم رأوه أيضًا بعيونهم، بل شاهدوه وتفرَّسوا فيه. في الأزمنة السابقة، حدثت ظهورات خاطفة لذلك الشخص العظيم ”كملاك الرب“، عندئذ لم يكن ممكنًا التفرُّس فيه، لأنه كان يُرى في لحظات خاطفة. والآن، عندما جاء في الجسد، اختلف الوضع تمامًا. فقد قضى الرُسل بضع سنوات معه، وأمكنهم أن يتفرَّسوا فيه بتدقيق. كانوا يركِّزون أنظارهم عليه طويلاً وبشغَف، حتى لو كانوا لم يفهموا بالشكل السليم كل ما شاهـدوه، إلى أن تلقُّوا عطية الروح القدس.

كما أنهم تعاملوا معه بالجسد، فلمسته أيديهم فعلاً. هذا أكدَّ لهم أنه ليس مُجرَّد روح تظهر. كان بينهم في جسد بشري حقيقي من لحم ودم. وبعد القيامة أقام بينهم فترة قصيرة بجسدهِ المُقام من عظم ولحم، ولنا أن نتذكَّر كيف طلب منهم بالتحديد «جسُّوني وانظروا، فإنَّ الروح ليس له لحمٌ وعظامٌ كما تَرونَ لي» ( لو 24: 39 ). هذا عندما ظهر للتلاميذ المجتمعين في مساء يوم القيامة، ولكنهم عندئذٍ «جزعوا وخافوا، وظنوا أنهم نظروا روحًا» ( لو 24: 37 ). وأيضًا في تعامُله مع توما بعد القيامة، ليُزيل عنه الشك ( يو 20: 27 ).

كل هذا يؤكد لهم، بما لا يَدَع مجالاً للشك، هذا الإظهار الحقيقي للحياة الأبدية أمامهم. ويُبيِّن لنا يوحنا 1: 18 «الله لم يَرَهُ أحدٌ قطٌ. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر»؛ أي هو الذي أعلن لنا عن الآب وعرَّفنا به. وفي كولوسي 1: 15 «الذي هو صورة الله غير المنظور»؛ أي أن الله تمثَّل فيه بشكل تام كصورة له. وفي عبرانيين 1: 2، 3 أنه لكونه الابن فهو الكلمة وأنه «بهاءُ مجده، ورسمُ جوهـرَه». وهنا نجد أنه قدَّم الإعلان الحقيقي الوحيد المَلموس عن الحياة الأبدية.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net