الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تحبوا العالم
«لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحدٌ العالم فليست فيه محبة الآب» ( 1يوحنا 2: 15 )
يوضح الرسول في 1يوحنا 2: 16 أن «كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظُّم المعيشة». هذه هي أسلحة العالم التي يجتهد أن يُسقط حتى أولاد الله فيها، ويغلبهم بها. ولقد نجح في ذلك مع حواء «فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل (شهوة الجسد)، وأنها بهجة للعيون (شهوة العيون)، وأن الشجـرة شهية للنظر (لجعل الإنسان حكيمًا وعارفًا كالله للخير والشر ـ وهذه تُحدِّثنا عن تعظُّم المعيشة). فأخذت من ثمرها وأكلَت، وأعطَت رَجُلها أيضًا معها فأكلَ» ( تك 3: 6 ). ولكن عندما حاول المُجرِّب أن يستخدم هذه الأسلحة مع «الإنسان الثاني، الرَّب من السماء» ( 1كو 15: 47 )، هُزم وفارقه، ذلك لأن رأسنا الجديد كان متسلِّحًا بمحبة الآب التي كانت فوق كل اعتبار ( يو 14: 31 )، وكان مُمتلئًا ومُنقادًا بالروح القدس ( لو 4: 1 )، وكانت شريعة إلهه في وسط أحشائه، وكان يُكرمها جدًا، فكان يرُّد على المُجرِّب بالمكتوب.

وإن كنا نذكـر بأسى ”ديماس“ الذي ترك الرسول بولس والخدمة «إذ أحبَّ العالم الحاضر» ( 2تي 4: 10 )، فلنتحذَّر نحن أيضًا لأننا مُعرَّضون للسقوط في هوَّة محبة العالم عن طريق الميول والأحاسيس الصادرة من طبيعتنا الشريرة (شهوة الجَسَد)، أو الرغبات التي تتولَّد نتيجة ما تراه عيوننا (شهوة العيون)، أو التمثُّل بروح العالم في كبريائه وتعظُّمه وطموحه غير المُقدَّس في حب الظهور وطلب المجد الباطل (تعظُّم المعيشة). ودعونا نتحوَّل إلى أمثلة من الأفاضل الذين انتصروا على هذه الثلاثية المقيتة للعالم، وهم بشر تحت الآلام مثلنا، نذكرهم لأجل تشجيعنا:

(1) يوسف الذي جُرِّب ”بشهوة الجسد“، فكان مثالاً للصمود أمام الإغراء المتكرِّر يومًا فيومًا، حيث «أَبَى»، وقال عبارته الشهيرة: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟» ( تك 39: 8 ، 9).

(2) رجل الله أليشع الذي جُرِّب ”بشهوة العيون“ حيث لمعان الفضة وبريق الذهب، لكنه رفض بشموخ قائلاً لنُعمان الذي عرَض عليه الهدايا: «حيٌّ هو الرب الذي أنا واقفٌ أمامه: إني لا آخُذُ. والَحَّ عليه (نُعمان) أن يأخذ فأبى» ( 2مل 5: 16 ).

(3) رجل الله موسى الذي جُرِّب ”بتعظُّم المعيشة“، حيث كان عرش مصر في انتظاره، وتاج المُلك والسيادة من حقه، لكنه «أبى ... مُفضلاً بالأحرَى أن يُـذَل مع شعب الله» ( عب 11: 24 - 26).

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net