الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 3 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رجل أوجاع
«رَجُل أوجاع ومُختبر الحزن» ( إشعياء 53: 3 )
«رجل أوجاع ومُختَبر الحَزَن». هكذا وصَف النبي إشعياء ربنا المعبود في حياته على الأرض.

«أوجاع» تعني أحزان عميقة ومُتعدِّدة، وقد اختبرها الرب كلها وضغطت بكل ثقلها على نفسه الرقيقة، فصار ”مُختبر الحَزن“ بمعنى ”مَن له دراية كُلية بالحزن“.

أعزائي .. دعونا نلقي نظرة على بعض من هذه الأوجاع والآلام والتي وردَت في مرقس 14: 27- 45.

- «قال لهم يسوع: إن كلَّكم تشُكُّون فيَّ في هذه الليلة» (ع27).

كان الرب يعلَم أن تلاميذه جميعهم سيشُكُّون فيه. وكيف كان وَقعْ هذا عليه ـ له كل المجد؟ الذين رافقوه أكثر من ثلاث سنوات وشاهدوا بعيونهم قدرته الفائقة، واعترفوا بشفاهـهم أنه هو ابن الله، شكُّوا فيه! ( مت 14: 33 ).

- «جاءوا إلى ضيعة اسمها جثسيماني .. وابتدأ يدهَش .. » (ع32، 33).

لقد ارتَسم أمام الرب في ذلك الوقت عارنا المُشين الذي سيكسر قلبه فوق الصليب، والتعييرات المُهينة التي ستقع عليه، فأحَّس بالضيق الشديد يضغط على نفسه للحد الذي عنده قال: «نفسي حزينة جدًا حتى الموت» ( مر 14: 34 ). يا له من مشهد يأسر قلوبنا! فذاك الذي ”يشفي المنكسري القلوب“ ها هو يُعاني من الحزن الرهيب!

- «ثم جاء ووجدهم نيامًا، فقال لبطرس: يا سمعان، أنت نائم! أمَا قدرت أن تسهر ساعة واحدة؟» (ع37).

كان ربنا المعبود مُنفردًا في تلك الساعة ولم يجد مَن يقترب منه ويخفف عنه أحزانه، وتمَّت فيه كلمات النبوة «انتظرت رقة فلم تكن، ومُعزين فلم أجد» ( مز 69: 20 ).

- «فجاء (يهوذا) للوقت وتقدَّم إليه قائلاً: يا سيدي، يا سيدي! وقبَّلَـهُ» (ع45).

كانت هذه القُبلة كالطعنة التي نفذَت إلى قلبه الرقيق، حتى إن الرب بادرَ يهوذا قائلاً: «يا يهوذا: أ بقُبلَة تُسلِّم ابن الإنسان؟» ( لو 22: 48 ). بلا شك أن وقعها على نفسه كان مؤلمًا، فهى لم تكن قُبلة الشركة والمحبة، بل قُبلة الغدر والخيانة.

هذا هو ربنا المعبود «رجل الأوجاع» الذي اختبر ضمن ما اختبر الشك، والإنكار، والضيق، والاكتئاب، والانفراد، والغدر والخيانة. كل هذا في طريق خلاصنا. ما أكرَمه! وما أمجده!

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net