الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مجد النعمة
«لكن اغتسلتُم، بل تقدَّستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبرُوح إلهنَا» ( 1كورنثوس 6: 11 )
لا يظهر مجد نعمة الله المجانية القديرة بلمعان أكثر وضوحًا من لمعانها في عدم استحقاق أو أهليَّة مَن يقبلونها. وحيث كَثُرَت الخطية، ازدادت النعمة جدًا. كان ”مَنَسَّى“ وحشًا همَجيًّا، عَبَّرَ بَنِيه في النار، وملأ أورشليم دمًا بريئًا. كان ماهرًا في الشر إلى درجة كبيرة، فلم يكتف بمعاصيه الدنسة، لكنه سمَّمَ المبادئ وحَـرَّف سلوك رعاياه، فجعلهم يقومون بأمور أسوأ من أحقـر عبَدَة أوثان دناءةً (2أخ33). ومع ذلك، من خلال هذه النعمة فائقة الغنى، تواضَع، وتم إصلاحه، وأصبح ابنًا للمحبة الغافـرة، ووريثًا للمجد الذي لا يفنى.

انظر إلى ”شاول“، هذا المُضطهـد المرير الدمـوي، حين كان ينفث تهدُّدًا وقتلاً، كان يُخيف قطيع الرب، ويقتل تلاميذ المسيح. لم يكن الدمار الذي تسبَّب فيه، أو العائلات المُسالمة التي دمرَّها، كافية لتُشبع روحه الانتقامية، لقد كانوا فقط بداية تذوق الدماء، وبدلاً من إشباع هذا الوحش المُتعطش للدماء، جعله هذا يُتابع مسيرته بأكثر تصميم، متشوِّقًا أكثر للقتل والدمار، ومُتعطشًا أكثر للعنف والقتل. لقد كان مُتلهِّفًا ولا يرتوي من ظمئه هذا، حتى إنه كان ينفث تهدُّدًا وقتلاً ( أع 9: 1 ). كلماته رماح وسهام، ولسانه سيفٌ حاد. كان اضطهاده للمؤمنين أمرًا طبيعيًا بالنسبة له، تمامًا كالتنفس. لا بل كانت دماؤهم تسيل إرضاءً لقلبه الحقود. مَن، بحسب مبادئ القضاء البشري، لا يحسبه آنية غضب مُهيأةٌ لهلاك لا مفرَّ منه؟ بل، أ ليس من اللائق أن نُقرِّر أنه، لو كانت هناك سلاسل أثقل، وسجونًا أعمق في عالم العذاب، فلا بد من حفظها لعدو الإله الحق العنيد هذا؟ ومع ذلك، كم يليق الإعجاب والتغني بجمال كنوز النعمة التي لا تنضب. فشاول هذا قد انضم إلى شركة الأنبياء الأتقياء، وهو يُعد من جيش الشهداء النبلاء، ويُعتَبر رمزًا مُتميزًا بين مجموعة الرسل المجيدة.

وكان ”أهل كورنثوس“ أشرارًا حتى إنهم أصبحوا مَثلاً في الشر. كان البعض منهم يتمرَّغ في رذائل كثيرة، واعتادوا على أفعال مُشينة، وقد كانوا عارًا على الطبيعة البشرية. لكن أبناء الغضب وعبيد الشهوة هؤلاء، اغتسلوا، وتقدَّسوا، وتبرَّروا. لقد اغتسلوا في الدم الكريم للفادي الذي مات. وتقدَّسوا بقوة الروح القدس المُبارك. وتبرَّروا بمراحم الله الرحيم المُتناهية الحنان. مَن كانوا قبلاً عبئًا على الأرض، هم الآن فرح السماء، قدَّام ملائكة الله.

جيمس هارفي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net