الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأُمناء الغالبون
«أما دانيال فجعل في قلبهِ أنه لا يتنجَّس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه» ( دانيال 1: 8 )
إن سر قوة دانيآل كان يَكمُن في أن قلبه كان سليمًا في علاقته مع الله «جعل في قلبهِ أن لا يتنجَّس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه». وقد تصرَّف دانيال بتعقُّل شديد، إذ قدَّم التماسًا لرئيس الخصيان «أن لا يتنجَّس»؛ دون أن يُغضِب أو يتحدَّى الرجل بإخباره أنه قد «جعل في قلبهِ أن لا يتنجَّس».

وقام رئيس الخصيان بشرح الصعوبة والخطورة في الاستجابة لالتماس دانيآل. وفي الحال يُقدِّم دانيال اقتراحًا باختبار نظام غذائي يتوافق مع ناموسهم لمدة عشرة أيام. إن هذا الاقتراح هو دليل قاطع على إيمان دانيال بالله الحي. ونتائج الاختبار تُثبت أن إيمانه كان في محله، ولم يكن باطلاً. وإذ أطاعوا كلمة الله، فإن هؤلاء الرجال الأتقياء قد أصبحـوا في نهاية العشرة أيام في حالة صحيَّة أفضل جسديًا من هؤلاء الذين أكلوا من أطايب الملك. فاستجاب رئيس الخصيان لطلب دانيآل.

الطاعة لكلمة الله، الإيمان بالله الحي، الانفصال عن نجاسات بابل كانت هي الصفات التي ميَّزت هؤلاء الرجال الأتقياء. وقد صار لهؤلاء الرجال الأتقياء فهمًا وإدراكًا لفكر الله «أعطاهم الله معرفةً وعقلاً في كل كتابة وحكمة» (ع١٧). حقيقي أن الله قد جعلهم في يد ملك بابل، لكن هذا لا يمنع أنه أعطى لهؤلاء الذين يؤمنون به فهمًا لفكره ومشيئته. وكنتيجة لذلك، فإن هؤلاء الرجال المؤمنين قد أصبحوا أكفاء للشهادة لله «فوقفوا أمام الملك». لقد كان الله صادقًا في كلمته: «حاشا لي! فإني أُكرم الذين يُكرمونني» (١صم٢: ٣٠). لذلك ففي كل أمور الحكمة والفهم وجد الملك هؤلاء الأُمناء عشرة مرات أفضل من كل المَجُوس والسَّحَرَة الذين في مملكته (ع18- 21).

إن كلمة الله تُشير بوضوح إلى أنه مهما عظُم الفشل، فإن الله سوف يحتفظ لنفسه بأفراد أُمناء غالبين، وسيُمتَحـن إيمانهم امتحانًا قاسيًا مرارًا وتكرارًا. وبالرغم من هذا، فلو وضعوا في قلبهم أن يُطيعوا كلمة الله، وأن يسيروا في الإيمان به، وفي انفصال عن النجاسات والخراب المُحيط بهم، فلا بد أن يتمتعوا بإدراك لفكر الله، وسوف يُكرمهم الله بكَونهم شهودًا لنفسه. ويا له من امتياز عظيم أن يكون لدينا فكر الله، وأن نكون شهودًا لله على مُختلف المقاييس، في وسط العالم الفاسد الذي اسوَّدت سماؤه، وامتلأت بعلامات القضاء الآتي!

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net