الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 13 فبراير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تاجروا حتى آتي
«شريف الجنس ذهبَ ... ليأخذ لنفسهِ مُلكًا ويرجع. فدَعَا عشرة عبيد لـهُ .. وقال لهم: تاجروا حتى آتي» ( لوقا 19: 12 ، 13)
ونحن ننتظر مجيء الرب، يجب أن ننشغل بخدمته. فالذي قال: «نعم! أنا آتي سريعًا»، قال أيضًا: «اذهبوا إلى العالم أجمَع واكرزُوا بالإنجيل للخليقة كُلِّها» ( مر 16: 15 ). فانتظار مجيء الرب لا يعني الكسل، بل يلهب في قلوبنا الرغبة في خدمة الرب. في مَثَل الوَزنات في لوقا 11:19-27، قال السَيِّد لعبيده: «تاحروا حتى آتي»، وهي تُترجـم في الإنجليزية هكذا: ”Occupy Till I come“ أو ”انشغلوا حتى آتي“. فنحن ننتظر مجيئه، وفي الوقت نفسه ننشغل بخدمته، وهذا امتياز ثمين لنا.

ولكن لكي نعرف مجال الخدمة الذي يريده الرب لنا، علينا أن نكون في شركة معه، لأنه قال لنا: «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» ( يو 15: 5 ). إذًا علينا أن نَثبُت فيه كما يَثبُت الغصن في الكرمة، وأن نواظب على الصلاة ودراسة كلمة الله والتغذِّي بها. هذا هو ما اتَّصف به خدام الرب في جميع الأجيال. فالمسيح هو الذي يفتح لنا مجال الخدمة. ولكننا نحتاج إلى بصيرة روحية لكي نرى الباب الذي يفتحه لنا الرب. وهذه البصيرة الروحية تنتج عن الشركة معه.

وهناك شرط آخر لخدمة الرب، وهو حياة القداسة. إن الرب في نعمته قد يستخدم أصغر إناء وأضعف إناء، لكنه لا يستخدم إناء غير نظيف. لذلك يقول بولس لتلميذه تيموثاوس: «فإن طهَّر أحدٌ نفسَهُ من هذهِ يكونُ إناءً للكرامة، مُقدسًا، نافعًا للسيد، مُستعدًا لكلِّ عملٍ صالح» ( 2تي 2: 21 ). فكما أن الرجاء المبارك يُطهِّرنا، كذلك مَن يريد أن يخدم الرب عليه أن يتطهَّر لكي يكون إناءً مقدسًا، أي مُخصصًا لخدمة الرب.

وبما أن مجيء الرب قد يتم في أية لحظة، علينا أن نكون «مُفتدين الوقت لأن الأيام شريرة» ( أف 5: 16 )، أي إنها غير مضمونة. وهذا هو ما عبَّر عنه سليمان في سفر الجامعة 12: 1 «فاذكر خالقَك في أيَّام شبابك، قبل أن تأتي أيام الشر، أو تجيء السنون إذ تقول: ليس لي فيها سرور»؛ أي قبل أن تأتي الأيام التي فيها لن نستطيع القيام بما نريده في خدمة الرب، وخصوصًا عندما يُصيبنا الضعف وتؤثر علينا الشيخوخة. لذلك علينا أن ننهض ونكون غير مُتكاسلين، بل مُكثرين في عمل الرب كل حين. ومهما كانت قدرتنا ضئيلة ومواهبنا قليلة، فلنتذكَّـر أن «كأس ماء بارد ... لا يُضِيعُ أَجرَهُ» ( مت 10: 42 ).

أنيس بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net