الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 9 فبراير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرسول بولس والمشهد الأخير
«لوقا وحدَهُ معي ... الجميع تركوني» ( 2تيموثاوس 4: 11 ، 16)
ربما ينظر البعض إلى نهاية حياة بولس على أنها نهاية مأساوية. فكيف بعد الخدمة الطويلة والمُتفانية نقرأ أن جميع الذين في أسيا ارتدوا عنه، في احتجاجه الأول لم يحضر أحد معه، الجميع تركوه. ديماس قد تركه إذ أحب العالم الحاضر. كان مشتاقًا أن يرى تيموثاوس ابنه الحبيب والصريح في الإيمان، لكنه بالأسف لم يتحقق ذلك. لم يكن معه في سجنه سوى لوقا. كيف لهذا البطل أن يموت وهو في السجن وحيدًا بعيدًا عن أحبائه، لا يملك أي شيء، وحتى الرداء الذي كان يستعمله في الشتاء، وكان محتاجًا إليه لم يجده؟ ظلَّت الشوكة تُلازمه في جسده الضعيف لآخر يوم في حياته. لقد أفنى حياته في خدمة السيد، ولم تكن نفسه ثمينة عنده. ضحى بكل شيء واحتمل المشقات والمخاطـر والآلام لأجل المسيح. فماذا كانت المُكافأة؟ لقد قُطعت رأسه في السجن. هل عُملت له جنازة ملَكية تليق به، وهل حضر آلاف القديسين ليودِّعوا هذا البطل والرسول العظيم؟ لا نقرأ في الكتاب عن شيء من ذلك. ولا حتى ما حدث مع استفانوس الذي حمله رجال أتقياء وعملوا عليه مناحة عظيمة. بالتأكيد إن كثيرين قد شعروا بالخسارة الفادحة لرحيله، وبالتأكيد أن كثيرين قد ذرفوا عليه دموعًا غزيرة عندما سمعوا، لكن الواقع أنه في المشاهد الأخيرة كان وحيدًا. لكن الحقيقة أن بولس رأى الأمور بشكل مختلف، وكان راضيًا تمامًا عن سني حياته وما أُنجز فيها، وأن المسيح قد تعظَّم في حياته وسيتعظَّـم أيضًا في موته. لهذا وضع التقرير عن حياته قائلاً: «قد جاهدت الجهاد الحَسَن، أكمَلتُ السعي، حفظتُ الإيمان، وأخيرًا قد وُضعَ لي إكليلُ البرّ». وفي ذات الأصحاح (2تي4) يتكلَّم عن «الرب» 6 مرات، وكأنه يراه كصاحب السلطان، الذي له اليد العُليا والكلمة الأخيرة، وهو يُدير الأحداث كيفما شاء. فلا روما ولا الشيطان ولا كل قوات الجحيم تستطيع أن تعمل شيئًا واحدًا إلا ما يأمر به الرب. ويختم الرسالة بقوله: «له المجد إلى دهر الدهـور. آمين» ( 2تي 4: 18 ). فما أمجد هذه النهاية!

وإن طريقي يُوجدُ في وسطِ خوفٍ وآلامْ
فعن قريبٍ ينتهي وأدخلُ دارَ السلامْ
أفوزُ بالمجدِ السني في راحتي كما وَعَدْ
وأشكرُ الآب الغني في موطني إلى الأبدْ

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net