الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 فبراير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حذاء إنجيل السلام
«حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام» ( أفسس 6: 15 )
كلمة الله تُظهر لنا جليًا اهتمام الرب بأقدام قديسيه، فيقول للشعب ليلة الفصح «هكذا تأكلُونَهُ ... أحذيَتكُم في أرجلكم» ( خر 12: 11 ). وعن رحلتهم يقول: «عُلتَهم أربعين سنة ... لم تَبْلَ ثيابهم، ولم تتورَّم أرجلهم» ( نح 9: 21 ). «ولأشير قال: مُبَارك من البنين أشير ... يَغمس في الزيت رجلَهُ» ( تث 33: 24 ). وما أروع مشهد ربنا المعبود وهو يغسل أرجل تلاميذه!

والرب لم يقصد مُجرَّد الأرجل الحرفية فقط، بل قصَد سلوكنا وتحركاتنا الأدبية وسط البرية، وهذا ما توضحه كلمة الرب مرارًا كثيرةً مثل: «أرجُل أتقيائه يَحرس» ( 1صم 2: 9 )، «لا يَدَعُ رجلَكَ تَزلُّ» ( مز 121: 3 )، «سراجٌ لرجْلي كلامك ونورٌ لسَبيلي» ( مز 119: 105 ) .. إلخ. نعم فالرب يهتم بأقدام كل منَّا «لئلا تَصدمَ بحَجَر رجلَكَ» ( مز 91: 12 )، كما أنه يهتم بسلوكنا في البرية، وقد أعدَّ كل ما يلزَم خطواتنا لحفظها من أي زلَل، ولتحرُّكاتنا لحمايتها من أي ضرر.

كما أن أقدامنا لا يُمكنها أن تسير حافية، إذ تحتاج لحذاء متين يحميها في المسير، هكذا أيضًا خطواتنا وتحركاتنا الروحية تحتاج إلى ما يؤمِّن سلامتها، ويهدي اتجاهاتها، وهذا ما أعدَّته لنا نعمة الله من خلال كلمة الله حتى نسير مطمئنين.

فكلمة الله تُقدِّم لنا المسيح كمَن فيه كل الكفاية لسلامنا. فمن جهة مذنوبية خطايانا، تعلن لنا بر المسيح «فإذ قد تبرَّرنا بالإيمان لنا سلام مع الله» ( رو 5: 1 ). ومن جهة المجهول في الطريق نجد فيها كل المواعيد المُطمئنة، كقول المسيح العظيم: «سلامًا أترُكُ لكم. سلامي أعطيكم ... لا تضطرب قلوبُكُم ولا ترهَب» ( يو 14: 27 ). ولذلك يسير المؤمن هادئًا مُطمئنًا.

إن إنجيل السلام لا يُعطينا فقط سلام الله، بل يجعلنا في تأهُّب لمواجهة الظروف في سلام، وكأن أقدامنا قد ارتدَت ما يحميها من أهوال الطريق ووعورته، مثل الجندي الذي انتعَل حذاءه المَتين، فتراه ماشيًا على الرمال والشعاب بثبات وبلا خوف! وهذا ما أعلنه الرسول بولس قائلاً: «لأني مُستعدٌ ليس أن أُربَط فقط، بل أن أموت أيضًا في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع» ( أع 21: 13 ). وحتى أمام الموت ـ ملك الأهوال ـ يعلن استعداده للرحيل بكل هدوء وثقة قائلاً: «فإني أنا الآن أُسكَبُ سَكيبًا، ووقت انحلاَلي قد حَضَر» ( 2تي 4: 6 ).

إيليا كيرلس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net