الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 29 مارس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نداء اليوم وتصريح الغد
«فحينئذٍ أُصرِّح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!» ( متى 7: 23 )
نداء اليوم: لقد قال الرب يسوع: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعَبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحُكُم» ( مت 11: 28 ). وهذا ما يُسمَّى نداء اليوم. وهو ذلك النداء الذي تتجلَّـى فيه نعمة الله التي تسمو فوق معاصي أشرّ البشر، وتمنحهم الحرية الكاملة والسلام الأبدي. إنه ذلك النداء الممتزج بالرحمة، التي تسعى لإنقاذ الأثيم، من هلاك نفسه وروحه. وكل مَن لبَّى هذا النداء حصل فعلا على الراحة، وتمتعت نفسه وروحه بالخلاص من الخطية، باعتبارها السبب الأوحد للعناء في حياة البشر الخطاة. حقا يا له من نداء للراحة والفرح والسلام والخلاص! إنه نداء من ذاك الذي قال: «مَن يُقبِل إليَّ لا أُخرجهُ خارجًا» ( يو 6: 37 ). فهو قد جاء ليُخلِّص الخطاة؛ «جاء لكي يطلب ويُخلِّص ما قد هَلَك» ( لو 19: 10 ). حقًا إنه المُخلِّص الوحيد من كل حزنٍ وتعب. هل اختبرت ذلك عزيزي القارئ؟ هل ملأ السلام قلبك وتمتَّعت به روحك، أم ما زلت في خطاياك؟

تصريح الغد: تُرى ما هو تصريح الغد هذا؟ إنه ذلك التصريح الذي سيقوله الرب حينئذٍ: «إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!» ( مت 7: 23 ). إنها كلمة ما أرهبها وما أقساها على النفس! كلمة لا تحمل أي شعاع من الأمل أو الرجاء. كلمة ستملأ نفس سامعيها باليأس والحسرة التي لا توصَف.

علينا أن نعلم أنه لا بد أن يأتي ذلك اليوم الرهيب، وتلك اللحظة المخيفة والعصيبة، لأن الله «أقامَ يومًا هو فيه مُزمع أن يَدين المسكونة بالعدل، برَجُلٍ قد عيَّنَهُ، مُقدِّمًا للجميع إيمانًا إذ أقامَهُ من الأموات» ( أع 17: 31 ). هذا هو المقصود بتصريح الغد، الأمر الذي لا أرجو أن تسمعه يومًا، بل يكون لك مكانٌ في السماء، حيث العزاء الأبدي وكلمات النعِمَّا.

عزيزي القارئ .. إن القرار لك، وحرية الاختيار في متناول يدك أنت. والآن أيهما تختار؟ أ تُلبي نداء النعمة والرحمة، أم تنتظر صوت القضاء والدينونة؟ تأتي إليه اليوم كالفادي، أم غدًا كالقاضي؟ تقبله اليوم فَرِحًا، أم تسمَعَهُ غدًا مُرتجفًا؟ ليتك تقول مع الابن الراجع: «أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له: يا أبي، أخطأت» ( لو 15: 18 ).

نعم: ”الآن“، وقبل فوات الأوان!

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net