الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 30 مارس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمي والمعمدان والشهادة الفردية
«خرجَت من المكان الذي كانت فيه وكنتاها معها، وسِرْنَ في الطريق للرُّجوع إلى أرض يهوذا» ( راعوث 1: 7 )
كانت نعمة الله تعمل في قلب نُعمي، فتذكَّـرت أيام البرَكة، حين كانت هي موضوع المسرَّة، مُحَاطة بإحسان الله، واسترجعت ذاكرتها ما وهبته – واستمرَّت تهبهُ – نعمة الله لشعبه. لقد حكَت عن هذه البركات لكنَّتَيها وقد ملأها الأسى، لأنها لم تَـعُـد قادرة على أن تشترك فيها. بكل تأكيد روَت لكنَّتَيها ذكرياتها في بيت لحم يهوذا، وعن شعب الله الساكن هناك، بل وعن الله إله إسرائيل، وإن كان ليس كل ما قالته عن الله صحيحًا. لقد كان حُكمها عن الله خاطئًا، فقد نسبَت إليه أنه هو الذي تسبَّب فيما آلت إليه ظروفها من أحزان (ع20، 21)، ولكن كلامها ورغبتها في الرجوع كان لهما تأثيرهما العميق على كنَّتَيها، إذ وجدتا فيها الإيمان بما تتكلَّم به.

هذه هي قوة الشهادة الفردية. إن شهادتنا تكون حيَّة قوية متى لمَس الآخرون أنها تحيا في قلوبنا. هل تظن أن أولادك سيصدقونك عندما تقول لهم: إنه ليس غير الرب يسوع مَن يستطيع أن يُسعد الحياة، بينما لا يجدون منك ما يتفق عمليًا وذلك؟ هل تعتقد أن كلماتك لشُركائك في الإيمان عن قيمة مركزنا ومقامنا الذي صرنا فيه بنعمة الله، وضرورة الطاعة لكلمته، تكون لها قيمتها عند السامعين ما لم يروا تأثير ذلك على حياتك العملية؟

في يوحنا 1: 29 يقول المعمدان: «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم!». وهذا حق عظيم، فهو يأخذنا إلى الأمام حتى الأبدية، حين يكون الكل؛ السماء الجديدة والأرض الجديدة وكل ما فيهما، قد صولح لله، فتُظهر جميعها توافقًا ومجدًا إلهيًا. وعندما نطق المعمدان بهذه الكلمات لم يتجاوب معه سامعوه، ولكنه في اليوم التالي قال: «هوذا حَمَل الله!»، وسكت دون أن يستطرد إلى حقائق أخرى، عندئذٍ تركه اثنان من تلاميذه، وذهبوا ليتبعوا «الحَمَل». فما رأوه من تأثير لهذا الشخص على قلب النبي العظيم أقنعهم أنه لا بد وأن يكون شخصًا مجيدًا.

هكذا أيضًا مع نُعمي، فما أن بدأت طريق عودتها إلى بيت لحم حتى لصقَت كنَّتَاها، عُرفَـة وراعوث، بها. كم أنعش هذا قلبها! لقد التصقت بها امرأتان موآبيتان، وهما على استعداد لأن تتخلَّيا عن كل شيء حتى تربطا نفسيهما بشعب الله، هما على استعداد لأن ترجعا من الأوثان، إلى الله الحي الحقيقي.

هـــ. ل. هايكوب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net