الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 6 مارس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مطلوب حصادين للأبدية
«انظروا الحقول إنها قد ابيَّضت للحصاد» ( يوحنا 4: 35 )
السامرية؛ أول الحصاديــن في السامـــرة: مضى رب الحصاد للسامرة، ليتقابل مع امرأة سامرية خاطئة. فاضت لها نعمة الله، جارية في مجاري اتضاع المسيح. أُسرت السامرية باستعداد النعمة لقبول أمثالها! وتعرَّضت لمواجهة حقيقية مع كشاف النور الإلهي، فكُشفت حالتها وخطاياها، بعد أن كسِب – تبارك اسمه – ثقتها في محبته. فُتح قلب السامرية على مائدة النعمة، وآمنت السامرية بمسيَّا إسرائيل. غمرتها النعمة فنسيت خطاياها. غمرها صلاح المسيا واتضاعه، فنزع مرارة الخطية. وصلاح المسيح الذي غطاها أزال رياء القلب، الذي يريد إخفاء الخطية، ويمتص القوة الإلهية للشهادة. تعلَّمت المحبة للنفوس، إذ أحسَّت بمحبة المسيح. غمرتها الحضرة الإلهية بقوة خاصة، فانطلقت بهذه القوة لكل السامرة ببساطة قائلة: ”إنسان قال لي كل ما فعلت“. آمن الكثيرون بشهادتها. سمعوا نداءها، واستجابوا لحرارة دعوتها، ووثقوا في صِدق مشاعرها؛ السامرية، مُبشرة التاريخ الأولى.

مؤهلات الحصَّادين: الحصَّادون هم ساجدون حقيقيون للآب بالروح والحق. فالسيد أعلَن عن السجود قبل إعلانه عن الحصاد ( يو 4: 36 ). وكل ساجد حقيقي ( يو 4: 23 ) لا بد حاصد للنفوس. والحاصد الحقيقي هو مَن غمرته النعمة فالتهب قلبه محبةً للخطاة، ليُشاركهم ما لديه من نعمة، لا يعجز أمامها شر. وقلبه للحق والنور الإلهي الذي غيَّره مُمتَلَك. وحاصد النفوس لا بد تعلَّم قسطًا وافرًا من الاتضاع. فهنا المجرى لنعمة الله لتفيض للآخرين، مُكتسِبة ثقتهم.

مكافأة الحاصد: جميل قول المسيح: «يأخذ أُجرة ويجمع ثمرًا للحياة الأبدية». فالأُجرة مُقدَّمة عن الجمع فرحه بثمر الحياة الأبدية أجرة حاضرة، يُشارك فيها السماء فرحتها. وأجرته الأبدية، ومديح السيد له، محفوظ. أما الكرامة والهيبة التي تُلبِسُها النعمة لحصاديها فتفوق العقول! أُنظر السامرية على رأس الطليعة، قائدة لجموع المدينة؛ رجال ونساء تابعيها، جاذبة الكل لرؤية المسيا. مَن هي هذه؟ إنها كارزة المسيحية الأولى؛ السامرية الجديدة. منذ ساعات كانت مُحتقرة، في الطرق الفارغة من العابرات مُجتازة، والنظرات تتحاشى، لتنطوي وحدها، على عارها وشرَّها!! ما أمجدها نعمة تنادي مختاريها للمشاركة في حصادها وأجرتها في يدها!!

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net