الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 إبريل 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تمجَّد ابن الإنسان
«الآن تمجَّد ابن الإنسان وتمجَّد الله فيهِ» ( يوحنا 13: 31 )
انظر كيف مجَّد الصليب الله في كل شيء. فإذ قدَّم المسيح نفسه على الصليب كذبيحة خطية، فإنه بهذا مجَّد الله إلى التمام. ثم انظر كم كان المسيح نفسه مجيدًا وهو يُقدَّم ذاته على تلك الصورة الفريدة! فمع أنها كانت كأسًا مريرة، لكن المسيح تمجَّد بذلك على كيفية لم تكن تُعادلها كيفية أخرى. كانت وقفته على الصليب، وكان انفراد العدالة الإلهية بشخصه الحبيب هناك، مُهمَّة قاسية عنيفة، غير أن هذا كان مجده ـ تبارك اسمه ـ «الآن تمجَّد ابن الإنسان وتمجَّد الله فيه» ( يو 13: 31 ). نعم، كان في موت الصليب مجده ـ تبارك اسمه ـ كمَن أكمَل العمل؛ وكان فيه مجد الله كذلك.

لكن كيف تمجَّد المسيح في الصليب؟ كان الصليب برهانًا على أن الله بار في الحكم على الخطية، كما كان برهانًا على محبة الله الكاملة للخاطئ المسكين. في الصليب دان الله الخطية، ومع ذلك عفا عن الخاطئ. هل كان الله صادقًا في قوله: إن الموت يعقب الخطية، بينما قال الشيطان إنه لا يعقبه؟ لقد تجلَّى صدق الله يوم مات ابن الله كإنسان على الصليب. بيد أنه بذلك الموت وَجَدَ لنا حياة أبعد من مُتناول كل قوة الموت والدينونة. أمَا كانت خطايانا جاثمة على صدورنا، ضاغطة على كياننا، بحيث لا نجرؤ أن نتطلَّع إلى فوق؟ لقد مضت جميعها وأستطيع ـ أنا الخاطئ الذي آمنت ـ أن أرى الله في النور بلا خوف، لقد أثبت لى حُبه، وها أنا أستمتع بذلك الحب وفي الوقت الذي أظهر الإنسان فيه بُغضته لله في قتل ابنه الحبيب، بيَّن الله محبته للإنسان حين بذلَه لكي يرفع الخطية التي تجلَّت في قتله. وهل تجلَّت الطاعة – أبهى ما تجلَّت – إلا على الصليب؟ لقد «أطاع حتى الموت موت الصليب» (في: 8).

هكذا ـ يا أخي العزيز ـ تمجَّد ابن الإنسان. وهكذا يا أخي العزيز ـ تمجَّد الله فيه ـ في كل طبيعته تعالى؛ حُبًا وبرًا وحقًا وجلالاً.

وماذا كانت النتيجة؟ لقد مضى ـ بالنسبة للمؤمن ـ سلطان الموت والخوف منه. الخطايا التي كان يخشاها كمدخل للدينونة، قد نُزعت إلى الأبد، وعرف المؤمن أن الله يُحبه بحيث لم يُشفق على ابنه الذي تطوَّع بالموت لخلاصنا، وعرف أنه ليس لدى الله ما يحسبه عليه، والمسيح قد حمَل الكل.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net