الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 إبريل 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوجد أيضًا مكانٌ
«فقال العبد: يا سيد، قد صارَ كما أمرتَ، ويوجدُ أيضًا مكانٌ» ( لوقا 14: 22 )
«يوجَدُ أيضًا مكانٌ» .. هذه الآية الكريمة تُحدِّثنا عن ترحيب الله ودعوته للبشر. ولقد قال المسيح هذه العبارة الحلوة في أثناء حديثه عن مَثَل العشاء العظيم ( لو 14: 15 - 24)، إذ يُصوِّر محبة الله ونعمته نحو الإنسان بعشاءٍ فاخـرٍ قد أُعِدَّ، وأرسل الداعـي دعوته لكثيرين يقول لهم فيها: «تعالوا لأن كل شيء قد أُعدَّ». لكن الجميع ابتدأوا يعتذرون بأعذارٍ مختلفة. فما كان من صاحـب الوليمة إلا أن أَمر عبده أن يتجه إلى شوارع المدينة وأزقتها ليدعـو إلى الوليمة فقراء القوم، والمعوقين والعرج والعُمي. وقد كان، لكن العبد قال لسيده: «يوجدُ أيضًا مكانٌ».

وبماذا يُفتتح هذا الإنجيل، إنجيل لوقا بالذات، الإنجيل الذي يحتوي على هذه العبارة الحلوة؟ إنه يُفتتح بحادثة ولادة الرب يسوع. لم يولد في قصر ولا في بيت عظيم، ولا حتى في بيت متواضع، بل ولدَته المطوَّبة مريم وأضجعته في مذودٍ للبهائم «إذ لم يكن لهما موضعٌ في المنزل»! ( لو 2: 7 ). نعم إن الإنجيل يُفتَتح بالإشارة إلى أنه: لم يكن للمسيح موضعٌ في هذا العالم، إذ ضاق العالم على اتساعه عن أن يجدَ مكانًا لضيفه الكريم، صاحب الكل، الرب يسوع المسيح، لكن المسيح يوضِّح أن الله عنده مكانٌ للإنسان!

« يوجَدُ أيضًا مكانٌ»: لقد قَبلَ دعوة الله الكريمة الملايين حتى الآن، لكن يوجدُ بعد مكانٌ. إن محبة الله ونعمته تُرحبان بك أنت شخصيًا، قارئي العزيز. لقد سبقنا إلى السماء جماهير غفيرة، لكن ها نعمة الله في لحظاتها الأخيرة تُكرِّر القول القديم: «هل يوجد بعدُ أحدٌ قد بقيَ ... فأصنَع معَهُ معروفًا .. فأصنع معَهُ إحسان الله؟».

هل يُوجَد بعد أعرجٌ لا يقوى على السير المستقيم: عوَّج المستقيم بأفعاله المشينة؟ إن النعمة تقول له: يُوجدُ لك مكانٌ عندي!

هل يُوجدُ بعد مسكينٌ أذلَته الخطية، والعادات الرديَّة، والشهوات البهيمية؟ أيها المسكين، إن نعمة الله تُرحبُ بك، فهلا لبَّيت نداءها؟

هل يُوجدُ بعد معوَّقٌ كسيحٌ، يئِسَ تمامًا من حالهِ، ويئسَ الناس منه؟ لكن رحمة الله لا تيأس منك. فارمِ نفسك على الله وعلى رحمته، تَخلُصْ، ويكون لك مكانٌ في السماء!!

هل يُوجدُ بعد أعمى، أعماه التعصُّب الديني، فكَره المسيح دون سببٍ، وكَرِهَ مَن يحملون اسمه دون جريرةٍ؟ إن نعمة الله مستعدةٌ أن تقبلَك أنت أيضًا، فأسرع ولا تؤجل! نعم ليتك تُلَّبي النداء الآن!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net