الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 4 إبريل 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حصنٌ في يوم الضيق
«صالحٌ هو الرَّب. حصنٌ في يوم الضيق، وهو يعرف المتوكلين عليهِ» ( ناحوم 1: 7 )
عندما يسمح الله أبو الرأفة وإله كل تعزية بأن يؤلم أو يؤدِّب أحد أولاده المحبوبين فهو في الوقت نفسه يؤكد له محبته الشديدة غير المُتغيرة. وهي محبة لا تُخطئ أبدًا، بل هي تعطي بركات غنية يلّذ لله أن يمنحها بعد أن يكون الحزن والألم الذي سمح لنا باجتيازه قد أدَّى غرضه في نفوسنا.

وإننا لنجد مياه الآلام صعبة أثناء اجتيازنا فيها، ولكن كلمة الله تُعلن أن «لم تُصبكُـم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين، الذي لا يَدَعكم تُجرَّبون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفَذ، لتستطيعوا أن تحتملوا» ( 1كو 10: 13 ).

وإن الله ليرغب في أن نُحوِّل عيوننا عن الأمواج المتلاطمة حولنا، لنصغي إلى صوته الذي نُميزه وهو يقول لنا: «تشجَّعوا! أنا هو. لا تخافوا» ( مت 14: 27 ).

لقد كان التلاميذ خائفين وهم في السفينة، ولكن كم كان سرورهم عظيمًا عندما سمعوا صوت سيدهم! وكم استقبلوه بفرح داخل السفينة. وعندما جاء يسوع إلى السفينة جاء السلام. إن ذاك الذي به وله كل الأشياء قد خُلقت، قد أسكت الرياح وهدَّأ الأمواج «وصارَ هدوءٌ عظيمٌ». لقد كانت عيناه وقلبه المُحب تتبع تلك السفينة الصغيرة وهي تعلو وتهبط مع الأمواج الثائرة، كان يتبعها لأن خاصته كانوا فيها. وعندما كانت الأمواج تصدمهم كان هو وحده هناك يُصلِّي لأجلهم، وفي وقت الحاجة أتى إليهم، وحمَلهم بسلام إلى الشاطئ الآخر.

ويتعلَّم التلاميذ الدرس، وتُحقِّق العاصفة هدفها المقصود من الله، ويمكن للتلاميذ أن يتمتعوا بصُحبة مُعلِّمهم المحبوب. حقًا إن «الرب في الزوبعة، وفي العاصف طريقُهُ، والسحاب غُبار رجليه. ينتهر البحر فيُنشِّفُهُ ويُجَفِّفُ جميع الأنهار ... صالحٌ هو الرَّبُّ. حصنٌ في يوم الضيق، وهو يعرف المُتوكِّلين عليهِ» ( نا 1: 3 - 7).

قد يسمح لك الرب في حكمته العميقة ومحبته الفائقة أن تجتاز في ألم شديد، أو قد يسمح أن يأخذ منك شهوة عينيك بضربة ( حز 24: 16 )، أو يسمح بأن ينقل بعيدًا عن ناظريك شخصًا أعز لدى قلبك من أي شيء آخر «ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيرًا فيُعطي الذين يتدرَّبون بهِ ثمر بر للسلام» ( عب 12: 11 ).

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net